الثلاثاء، 13 أغسطس 2013

من يدعم الاسد

من يدعم الأسد؟ إيران و روسيا و الصين ؟.. أم أنها أيضا الولايات المتحدة و إسرائيل ؟
يعتقد كثيرون أن الدول الرئيسية التي تدعم نظام الأسد في سورية هي إيران و روسيا و الصين …
و يتناسى البعض أو يتجاهل العلاقات الوطيدة التي ربطت و ما زالت تربط عائلة الأسد الأب و
الابن مع كل من الولايات المتحدة و إسرائيل …
وحقيقة الأمر التي يحاولون التستر عليها هي أن إسرائيل كانت دائما وراء الوقوف في وجه
الضغوط العربية و الدولية للإطاحة بنظام بشار الأسد من خلال تحذيرات من التطرف الإسلامي
الأصولي، و خاصة تنظيم القاعدة، و من فوضى أمنية في المنطقة في حال سقوط الحكم .. و كان
لا بد من التنسيق مع روسيا التي تربطها مع إسرائيل علاقات قوية جدا، عن طريق الجالية
الروسية اليهودية قوية التأثير و النفوذ و التي تتحكم في كثير من أمور السياسة الخارجية
الروسية من خلال شبكة علاقات متميزة مع الكرملين .
إسرائيل لا يمكن أن تنسى أبدا أكثر من أربعة عقود من الأمن و الاستقرار على حدودها مع سورية
في عهد الأسد الأب و ابنه، وهي لا يمكن أن تفرط فيها أبدا دون أن تضمن الحاكم القادم لسورية
وموقفه من الحرب أو السلم معها .
كل هذا أدى إلى تحول كبير في موقف واشنطن بخصوص الشأن السوري، وتحديدا بعد زيارة
نتنياهو الذي نجح في تحويل الوضع السياسي في سورية من قضية نظام دموي وحشي يبيد شعبه
إلى مجرد موضوع إنساني وإغاثي لإنقاذ من بقي على قيد الحياة من أهالي بابا عمرو …
وجاء الصمت الإسرائيلي دون اعتراض على مرور السفينتين الإيرانيتين في طريقهما إلى طرطوس
لإيصال السلاح للنظام السوري ، وكذلك صمتها عن السفن الروسية المحملة بالسلاح الثقيل
لدعم الأسد، جاء ليؤكد و يفسر تحذيرات وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك من مغبة سقوط
نظام الأسد …
وعلى الجانب الآخر ، بعث بشار الأسد رسائل إلى الإدارة الأميركية عبر فيها عن استعداده لاستئناف
محادثات السلام مع إسرائيل … ونقلت الصحف الإسرائيلية عن مصادر أميركية قولها إن الأسد
قال في هذه الرسائل إن % 98 من المواضيع المختلف عليها بين سوريا وإسرائيل تم الاتفاق حولها ،
كما كشف ”راديو جيش إسرائيل“ عن إتصال بشار الاسد برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين
نتانياهو عبر هاتف محمول متصل بالأقمار الاصطناعية ، وقال الراديو : إن الاسد طلب من نتنياهو
و رئيس الموساد أن يساعدوه للخروج من الازمة ووعدهما بالاعتراف بإسرائيل بأسرع وقت في
حال دعمه عند الادارة الامريكية .. وقد كلف رامي مخلوف بالتنسيق مع المسؤولين الاسرائيلين ،
بعد أن كان رامي مخلوف ابن خالة بشار الأسد وأحد أعمدة النظام، قد أعلن بكل صفاقة و وضوح:
”لن يكون هناك استقرار في إسرائيل إذا لم يكن هناك استقرار في سورية“ …
السفير الإسرائيلي السابق في واشنطن البروفيسور إيتمار رابينوفيتش و هو المتخصص في
الشؤون السورية في جامعة تل أبيب، ذكر في تقرير نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت أنه “ إذا
سقط النظام في سوريا فإن المتضررين الأساسيين هما إسرائيل وحزب الله “ . “
و هذا بدوره يقودنا إلى إيران و علاقتها بالنظام السوري الطائفي رغم اعتقاد علمائها و فقهائها
الشيعة أن :
“ العلويون إسم سماهم به الفرنسيون والغربيون ، وإسمهم التاريخي النصيريون ، نسبة الى محمد
بن نصير النمري والمعروف عنهم أنهم يؤلهون عليا صلوات الله عليه ، ومن ألهَّ مخلوقا أو جعله
شريكا لله تعالى في أمره وخلقه ولو بذرة ، فهو كافر “ .
و بالتالي فإن الشيعة يكفرون النصيريين و يعتبرونهم فرقة ضالة وبلا دين .
كما ان بعض الشيعة يقتدون بابن تيمية في حديثه عن العلويين النصيريين و بالمقابل يبدي
العلويون امتعاضهم و سخطهم على عامة الشيعة لترديدهم “ أقوال ابن تيمية فينا ونشرها على
الأنترنيت وفي مختلف المواقع الشيعية معتبرين أنها حقائق دامغة وكأنها كلام منزل ”.
ولكن القيادة السياسية و العسكرية في إيران تحاول التغطية على ذلك بالقول “ إن العلويين ليسوا
نوعا واحدا بل أنواع ، فعلويو سوريا مثلا ، ينكرون أنهم يؤلهون عليا عليه السلام ، ويتشهدون
الشهادتين ، ويقولون نحن شيعة . ومن يشهد الشهادتين فهو مسلم ، ولا يصح أن نحكم بكفره ، حتى
يثبت عليه ما يوجب ذلك كما أن البعض يقول :
“ الظاهر ان العلويين هم شيعة يعتقدون بالأئمة الاثني عشر (ع)، لكن لما كانوا منفصلين عن
العلماء والفقهاء وقعوا في بعض المعتقدات الباطلة من الغلو في الأئمة عليهم السلام، ولعل هذا
الغلو حصل بسبب أتباع (محمد بن نصير النميري) الذين اندسوا فيما بينهم وروجّوا أفكاره
المنحرفة، فان محمد بن نصير كان من الغلاة الذين تبرأّ منهم الأئمة الأطهار عليهم السلام، وقد
اتفّق علماء الرجال من الشيعة على ذلك “ .
يتضح من كل هذا أن إيران تسعى مثل إسرائيل لأن تقضي على سورية مهد الخلافة الأموية لكي
تجعل منها لقمة سهلة سائغة لأطماعها في إخضاع سورية و ضمها الى جمهوريتها الاسلامية
المزعومة بعد أن تنصب عليها من يقول كما قال حسن نصر الله “ ولائي لايران … و لبنان جزء من
الجمهورية الاسلامية الايرانية “ .
فهل يعتبر الأسد أن ولاءه لايران و أن سورية جزء منها ؟؟؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق