السبت، 10 أغسطس 2013

ذكريات مهاجر هجره النظام تهجيرا انسانيا

 
0ذكريات رجل هجره النظام تهجيرا انسانيا
قصة جرت بمحض الصدفة
اتت هذه القصة لتثبيت صحة استنتاجاتي وقرائتي للحدث بسوريا المستباحة
سوريا التى اشتم ومن خلال زياراتي لها رائحة الغدر والعفونة الاسرائيلية
وهذا احساس قد لا يبنى عليه حكم
ولكن كنت اطرح على نفسي السؤال التالي
ماهي اهداف الغدر الاسرائيلي التي لم تتحق على ارض الياسمين سوريا
والمصيبة ان هذه الاهداف اما ان تتحق تحت مظلة قانون مسخ او رئيس مسخ او حكومة مسخ او طائفة مسخ
كله مسخ بمسخ
فما وجدت منذ ان تحط الطائرة على ارض المطار واستقبال كلاب الامن لهذه الطائرة بشكل مرعب وانظر الى جوههم المقرفة ولهجتهم العلوية المقززة الا ان يحمل صفة مرعبة
والى ان تغادر البلد والدمعة اغرقت القلب بحزن مرعب وانا اقول ااااااااااااااااااااااااااااه يا سوريتي اااااااااه يا حبيتي
نعم
الذي يريده كل العدو حققه هذا النظام فانا اؤمن بكل ما لدي من ايمان ان هناكتحالف غير مقدس بين نظام اﻷسد اﻷب وٳسرائيل لا تنطلق فقط من استقراء موضوعي ومنطقي، رغم أن هذه الطريقة علمية ومقبولة لكنها قد لا تكون كافية ﻹثبات وجود تفاهمات وتعاون ودي بين اﻷسد اﻷب و “العدو” اﻹسرائيلي، فقد كنت شاهدا عن غير قصد على وجود صلات حميمة بين النظام اﻷسدي و خبراء ٳسرائيليين في “عرين اﻷسد” دمشق “قلب العروبة النابض” وفق الخطاب البعثي.

المكان : باريس في أواخر صيف 1998 وفي مؤتمر علمي دولي مخصص لعلماء النفس ٳضافة ٳلى المختصين بعلم الجريمة وعلم النفس اﻹجرامي.

اجتمعت حينها برجل في أواخر الخمسينات من عمره، أنيق وذو شعر كثيف شابه الشيب، كان يجلس بجانبي حين كنت أتصفح أنباء بلدي اﻷصلي سوريا على حاسب موضوع في خدمة المشاركين في المؤتمر. الرجل كان قد خلع سترته والتي كانت تحمل بطاقة عليها اسمه وبلده، لذلك لم أستطع معرفة لا هويته ولا بلده اﻷصلي.

حين شاهد الزميل صفحة انترنيت بالعربية سألني من أي بلد أنا ؟ أجبته ثم تبادلنا أطراف الحديث بالانجليزية في انتظار بدء جلسات المؤتمر. أبدى الرجل إعجابه بدمشق التي زارها عدة مرات، وتحدث عنها حديث العارف بمواقعها و بمطاعمها بما فيها تلك الشعبية. قال لي أنه يحب حي “العمارة” وحي “باب توما” ٳضافة ٳلى مطعم “بوز الجدي”. الرجل كان قد زار “سوق الحميدية” و”سوق مدحت باشا”..

أثناء الحديث، سألني عن رأيي في الصراع العربي اﻹسرائيلي و كيفية حلّه ؟ أجبته بأني قد هجرت سوريا منذ زمن، يأساً من نظام فاسد ومن صراع لا معنى له، وأن هذا الصراع سينتهي حين تسود الديمقراطية و تصبح قيمة اﻹنسان و الحياة البشرية فوق كل القيم و حين تصبح رفاهية البشر، كل البشر، هي الهدف اﻷسمى لكل اﻷنظمة في المنطقة، دون استثناء. تناقشنا في ما يخص مستقبل المنطقة وانتهينا ٳلى “ٳعادة تشكيلها”. كنا متفقين في الكثير من النقاط خاصة في موضوع التكامل الاقتصادي وأولوية حقوق اﻹنسان.

أعجبتني سعة أفق الرجل وغزارة اطلاعه في كل ما يخص الشرق اﻷوسط، سوريا وٳسرائيل. كنت مقتنعاً وفق لكنة الرجل بأنه أمريكي وهو ما فسر لي زيارته وحبه لدمشق، قد يكون يهودياً أمريكياً أو أنه قد زار ٳسرائيل أيضاً.

حين تجادلنا في سبب عدم تحقق السلام، أبديت له قناعتي في أن ٳسرائيل، خاصة بعد اغتيال “رابين” تتجه أكثر فأكثر نحو العنصرية وبغض الآخر وأن ٳسرائيل “هي العقبة” في وجه السلام. انتفض الرجل غاضباً وقال لي “صحيح أن هناك في ٳسرائيل من لا يريد السلام لكنهم ليسوا اﻷغلبية، العقبة الحقيقية واﻷكبر هي في نظامكم، نظام اﻷسد الذي لا يريد حتى أن يسمع كلمة سلام…النظام في دمشق لا يريد السلام و يريد استمرار حالة الحرب كما هي…”

استغربت ردّه، فأنّى له أن يعرف موقف النظام السوري الحقيقي و هو “أمريكي” لا مصادر له سوى ٳعلام بلده ؟ الزميل آتاني برد ما كنت أتوقعه على اﻹطلاق. الزميل أسرّ لي حينها أنه ليس أمريكيا بل ٳنه “جارنا من الجنوب” أي أنه ٳسرائيلي . قال لي بالحرف الواحد : “أنه يعرف الكثيرين من المسؤولين السوريين الذين قابلهم شخصياً و تحدث معهم وأنهم كانوا على علم بصفته الرسمية اﻹسرائيلية”.

أحسست بالعرق البارد يتصبب من جبيني، لم أعرف بماذا أرد عليه، فهل أنا في حلم أو كابوس ؟ ٳذا كان مايقوله الرجل صحيحاً فأنا والملايين من السوريين والعرب مثلي قد تم استغفالنا و”ضحك علينا” اﻷسد وزمرته في موضوع العداء ﻹسرائيل وأمور الممانعة و”رفض ٳسرائيل للسلام”.

زاد استغرابي و فضولي، علماً أن من يحمل جواز سفره مجرد تأشيرة ٳسرائيلية، ممنوع عليه دخول سوريا ولو “ترانزيت”. الرجل بدا هازئاً من سذاجتي قائلاً “ٳنه يدخل سوريا دون تأشيرة، فهو يزور دمشق بشكل منتظم، لكن لابساً لبوس قوات الفصل الدولية، ثم يلتقي بمسؤولين سوريين خفية وفي الصالات المغلقة”. على حد قوله، آخر مرة زار فيها دمشق، كان يرتدي زيّ الكتيبة النمساوية من ال”UNDOF “. قوات اﻷمم المتحدة لمراقبة فصل القوات في الجولان المحتل. فهمت منه أن هذه الترتيبات ليست استثنائية بل هي دورية ومستمرة بين الطرفين !

لم يقل لي الرجل ماذا كان يفعل بالضبط في عاصمة الأمويين، ولا مضمون محادثاته أو أسماء من التقى بهم، اكتفى بالقول “ٳنه يعرف مسؤولين كباراً في النظام” .الرجل أبدى استغرابه “لرفض” النظام إجراء مباحثات علنية، ناهيك عن توقيع ٳتفاقية سلام، في حين كان يفرش البساط الأحمر له و لزملائه من “زوّار الليل”؟

أنا أيضاً شاركته في الاستغراب، ولسان حالي يقول “إنّه لكلام مغرض، يهدف لوهن عزيمة الأمة”. فكيف أصدق ٳسرائيلياً لا أعرفه، قابلته صدفة، ولا أصدق “سيد الصمود و الممانعة” ؟ كيف يكون بطل “حرب تشرين التحريرية” قابلاً بتدنيس عاصمة العروبة من قبل “الصهاينة اﻷعداء”؟

هل كان الرجل “ينطق عن الهوى” و يهرف بما لا يعرف ؟

أنى له ٳذاً أن يعرف مطاعم دمشق وحاراتها. لو كان الرجل قد قرأ هذا في دليل سياحي فكيف عرف أن هناك كتيبة نمساوية ترابط على الطريق بين الجولان ودمشق منذ 1974 وهذه المعلومة ليست مذكورة في أي دليل ؟ من منا يعرف جنسيات قوات الفصل ومواقعها ؟ كيف لعالم نفس ٳسرائيلي وخبير في علم الجريمة أن يعرف حارات دمشق وفي نفس الوقت يكون مطلعاً على خفايا السياسة السورية وحتى جنسيات ومواقع قوات الفصل ما لم يكن حديثه صادقاً ؟

هل كان الخبير اﻹسرائيلي “يتسلى” وهو يشاهد فرط استغرابي وشعوري بالصدمة حين جعلني أفهم بأن السوريين كلهم قد تم “استغفالهم” من قبل رئيس عصابة أفاق ونظام “ممانع” كاذب ومنافق ؟ بماذا يفكر ٳسرائيلي يعرف أن شعباً بكامله محكوم بعصابة من “المزعبرين” تجعجع بالمقاومة وتفتح أبوابها لخبراء “العدو” تحت جنح الظلام ؟ ألن تتكون لديه قناعة أننا شعب “غبي وينضحك عليه…”؟. من غير الممكن استثناء ذلك. لربما ضحك الرجل كثيراً من غبائي وسذاجتي، تماماً كما يسخر اﻷسد وعصابته من الشعب السوري و من باقي الشعوب العربية.

لكن، ماذا ٳذا كان الرجل صادقاً في امتعاضه من نفاق النظام السوري و مراوغاته ؟ ماذا لو كان الرجل يرغب حقاً بالسلام و بزيارة دمشق علناً، مع عائلته، كأي سائح “ليأكل الحمص و الفول في مطعم بوز الجدي”؟

في كل الحالات، حديث الرجل، أياً تكن دوافعه الشخصية، يفتح الباب واسعاً أمام تساؤلات لا يجوز التغاضي عنها بأي شكل من اﻷشكال. هل من المعقول أن تبقى وقائع بهذه اﻷهمية القصوى دون أن يقوم أحد بالتحقق منها ومن ٳمكانية وجود اتصالات دائمة وتنسيق بين نظام عصابة اﻷسد وٳسرائيل ؟

في العادة، يكون دور أجهزة أمن أي نظام هو منع “العدو” من اختراق الحدود، هذا يفسر لماذا لم يتمكن أحد من منع الخبراء اﻹسرائيليين من الوصول لقلب دمشق، فأجهزة اﻷمن المناط بها حماية الوطن من الاختراق هي ذاتها التي ترافق هؤلاء الخبراء وتسهر على حمايتهم وعلى سرية تحركاتهم.

اﻷكيد أن أجهزة أمن اﻷسد وتلك المرتبطة بها لن تفضح اﻷمور كونها هي التي تنظم هذه العلاقات، لكن أجهزة الاستخبارات الغربية والعربية لديها حتماً علم بوجود اتفاقات سرية وتنسيق بين اﻷسد وٳسرائيل. ٳذا كان الغرب والشرق صديقين للأسد وٳسرائيل فمن المفهوم أن يصمتا عن تواطؤ النظامين العنصريين في البلدين، لكن لماذا تصمت ٳيران عن هذه الصلات، ٳن لم تكن شريكة في المهزلة ؟ ولماذا لا تحدث تسريبات من أجهزة استخباراتية عربية لها باع طويل في عالم المخابرات ؟

هل من المعقول أن تمر هذه الاتصالات المنتظمة بين اﻷسد وٳسرائيل مرور الكرام دون أن يلتفت لها أحد ؟ هل النمسا هي “الوسيط” بين سوريا اﻷسد وٳسرائيل بشكل رسمي أم أن اﻷمر لا يعدو كونه تنسيقاً على اﻷرض بين القيادة النمساوية في قوات الفصل وبين اﻷسد و الموساد ؟ هل استمرت هذه الاتصالات بعد وفاة اﻷسد اﻷب ؟ ولماذا تتوقف ؟

لماذا لم يقم أي كان بفضح مهزلة الممانعة هذه ؟ هل من المعقول أن أكون السوري الوحيد الذي يقع، بالصدفة، على دليل الترابط العضوي بين نظام العصابة اﻷسدي في دمشق وٳسرائيل ؟ لماذا أنا ؟ ومن أكون لكي أشكك في صحة “مقاومة” الرئيس الخالد وممانعته “للعدو” اﻹسرائيلي ؟

للأمانة علينا أن نتذكر أن لقائي مع الخبير اﻹسرائيلي كان عام 1998. حينها كنت، كالكثير من السوريين و رغم وجودي الطويل في الغربة، غارقاً في “كابوس” الممانعة و الصمود اﻷسديين. يومها لم ألق بالاً لكلام الرجل و نسيت الحادثة من أصلها، حتى ذكّرتني بها تطورات الوضع السوري و التي جعلتني أميل إلى تصديق رواية الرجل حول زياراته لدمشق وجعلتني أتأكد أن الرجل كان صادقاً في حديثه وأني كنت مغفلاً وساذجا حين صدقت أن اﻷسد يعادي ٳسرائيل.

ألا يفسّر هذا التحالف غير المقدس الكثير من مواقف اﻷسد ونظامه، غير المفهومة، بمقياس الصمود و الوطنية الحق ؟ هل يكون “التعاون” السوري اﻹسرائيلي الحلقة المفقودة اللازمة لفهم سلوكيات النظام اﻷسدي ومآلات الوضع السوري ؟

ٳن كانت هذه المعلومة صحيحة فماذا كان الرجل يفعل في دمشق ؟ بمَ كلّفته حكومة بلاده ؟ ماهي المهمة التي تستحق أن يأتي خبراء ٳسرائيليون ٳلى دمشق من أجلها ؟ السؤال اﻷكثر أهمية يبقى:”ماذا كان يفعل خبير في علم النفس اﻹجرامي لدى نظام اﻷسد اﻷب؟”. الرجل ليس عسكرياً عادياً لنقول أنّه كان في مهمة ٳجرائية تقنية متعلقة بفصل القوات.

عادة ما يُستفاد من هؤلاء الخبراء في التحقيق مع المجرمين و في فهم تصرفاتهم. ٳسرائيل ٳذاً عالمة بالطبيعة المافيوزية للنظام، والمرضية تماماً لها كون هذه الطبيعة اﻹجرامية لنظام اﻷسد متوافقة مع نظرة ٳسرائيل لجيرانها على أنهم أنصاف بشر، متخلفون، لا يستحقون لا الحرية ولا الكرامة و لا يقدر أن يحكمهم سوى “بلطجي” قاتل مثل اﻷسد في سوريا وصدام في العراق.

ٳسرائيل قد تكون أرسلت هذا الخبير، بين آخرين، لمساعدة حكّامها على فهم دقائق العلاقات و تقاسم النفوذ بين أجنحة النظام المختلفة ومساعدة نظام اﻷسد على ٳحكام قبضته على شعبه و تنسيق الخطابين “الممانعين” لدى النظامين “العدوين”. نظام اﻷسد الممانع للسلام ونظام النخبة العنصرية في ٳسرائيل. كلا النظامين يمانع على طريقته، اﻷسد يقاوم كل فكرة سلام ومستقبل أفضل للمنطقة وٳسرائيل ترفض اعتبار العرب كبشر يستحقون الحرية والحياة.

هناك احتمال آخر، فهؤلاء الخبراء ضالعون في أمور التلاعب بالعقول و التوجيه المعنوي و أيضاً الدعاية السياسية. على حد علمي، أساطين النظام لم يدرسوا علم النفس ولا التوجيه المعنوي، ولم يبز منهم أحد في المجال العلمي واﻷكاديمي، مع ذلك، دل الكثير من تصرفات النظام على وجود “أياد خفية” و توجيهات ماهرة بعيدة كل البعد عن العشوائية والارتجال، خاصة في مرحلة اﻷسد اﻷب.

هل كان دور الخبراء اﻹسرائيليين هو توجيه وتدريب أجهزة اﻷمن الأسدية و الخطاب اﻹعلامي اﻷسدي بما يناسب دوام “زواج الممانعة” بين النظامين العنصريين في البلدين ؟!

في كتابه القيم (سوريا الجنرال أسد) والذي لم يترجمه أحد ٳلى العربية، ولا حتى الانجليزية، يذكر “دانييل لوغاك” في الصفحة 242 أنه اطلع بوساطة أحد المقربين من “ياسر عرفات” على محاضر لقاءات الملك المغربي “الحسن الثاني” في ايفران مع “شمعون بيريز” في 22 و 23 تموز من عام 1986 .

وفق هذه المحاضر، سأل بيريز جلالة الملك “الحسن الثاني” ٳن كان صاحب الجلالة يتهيب من ردور الفعل العربية بعد استقباله له. الملك أجاب : “لا، فقط السوريون قد تكون لهم ردود فعل عنيفة..”.

“شمعون بيريز” أجاب بالحرف : “آه، ٳذا كان السوريون وحدهم هم المشكلة فلدينا ما يلزم ﻹخراسهم..”

الملك الحسن الثاني : “كيف ذلك ؟”

“شمعون بيريز” : “لدينا اتفاقات على أعلى المستويات مع السوريين..”

الملك الحسن : “هل لك أن تحدد لي مع من من السوريين لكم هذه الاتفاقات وعلى أي مستوى ؟”

“شمعون بيريز”: “لا يمكنني ذلك، لكن بٳمكانك أن تثق في صحة كلامي”

الملك الحسن الثاني : “اتفاقات مكتوبة أو شفاهية ؟”

“شمعون بيريز” ضاحكاً : “الاثنين معاً…”.

حين يؤكد “شمعون بيريز” وزير خارجية ٳسرائيل حينها للملك المغربي وجود اتفاقات مكتوبة وشفهية مع نظام اﻷسد فما هي دوافعه لكي يكذب ؟ وكيف لم يخطر ببال أحد أن يفتش عن العنصر اﻹسرائيلي في نشوء وازدهار العصابة اﻷسدية ؟ ما سر عدم القبض على أي جاسوس ٳسرائيلي في سوريا منذ القبض على “ايلي كوهين” عام 1965 ؟ في حين قبض على عشرات العملاء اﻹسرائيليين في لبنان وحتى في الدول التي لها علاقات مع ٳسرائيل ؟

كيف “بلع” الشعب السوري مرغماً اسطوانة المقاومة والممانعة الفارغة في حين كان الخبراء اﻹسرائيليون يتجولون في وضح النهار في عاصمة اﻷمويين بحماية حراب اﻷسد ويقدمون النصائح والتوجيهات لنظام “الصمود والتصدي”؟ هل كانت نصائحهم تدور حول كيفية مواجهة الدولة العبرية وهم أبناؤها ؟ هل كانوا يساهمون في بناء الاقتصاد السوري وٳثراء الشعب السوري ؟ أم أنهم كانوا يلقنون اﻷسد وزعرانه الدروس حول كيفية قمع الشعب السوري وقتل روح الحرية لديه ؟

بحسب أقوال الخبير اﻹسرائيلي، كان المسؤولون السوريون الذين التقوا به على علم بهويته وبمهمته، فمن هم هؤلاء “المسؤولون” وماهي وظائفهم ؟ وماذا كانوا ينتظرون أن يعلمهم خبير في التلاعب بالعقول وعلم الجريمة ؟

من استمع لخطابات مسؤولي النظام وخاصة “بشار الجعفري” وله ٳلمام بعلم النفس اﻹجرامي يدرك أن الرجل قد تلقى دروساً خصوصية مكثفة على يد خبراء في التلاعب العقلي وفي التمويه. حديث النظام اﻷسدي يتسق تماماً مع معطيات علم الجريمة حين يريد الفاعل طمس بشاعة أفعاله والتمويه عن أهدافه الحقيقية.

ٳن كانت المعلومات الواردة في هذه المقالة صحيحة، ولا شك لدي في ذلك، فهناك حاجة ماسة ﻹعادة توصيف دور نظام اﻷسد في سوريا وٳعادة كتابة تاريخ سوريا الحديث بالكامل منذ 1966 على اﻷقل واعتبار هذا التاريخ، الذي يوافق صعود دور حافظ اﻷسد وسلالته، كبداية دخول الشام في العصر اﻹسرائيلي من باب دولة العصابة اﻷسدية التي لا تزال تسفك دماء السوريين حتى ساعة كتابة هذه السطور لصالح سادتها القابعين في تل أبيب.

الاستنتاج المنطقي في حالة صحت معلوماتي، والوقائع كلها تدعمها مع اﻷسف، هو أن سوريا واقعة عملياً تحت الٳدارة اﻹسرائيلية بوساطة اﻷسد وزبانيته. بكلمة أدق فالاحتلال اﻹسرائيلي غير المباشر لسوريا يمر عبر عصابة اﻷسد وجيشه “العقائدي” اللاوطني والخاضع لتعليمات الخبراء اﻹسرائيليين. هذا يفسر التشابه الكبير بين سياستي النظامين وبين اجتياح حمص واجتياح مدن الضفة الغربية من قبل ٳسرائيل والتقارب بين الخطاب الأسدي المتشدق بالممانعة والمنبطح أمام السيد اﻹسرائيلي مع الخطاب اﻹسرائيلي العنصري والفوقي المتشدق بالسلام في حين لا يخاطب جيرانه سوى بالحديد والنار، مثله مثل النازي الذي ينظر للآخرين على أنهم “أنصاف بشر”.

سوريا ٳذاً واقعة تحت احتلال مركب، عصابة اﻷسد تتحكم بالبلد لصالح سيدها اﻹسرائيلي الذي أضاف ٳليه اﻷسد الوريث شريكاً ٳيراني الهوى، هذا مع اﻷخذ بعين الاعتبار العلاقة الخاصة التي تربط نظامي الشبيحة في دمشق وموسكو….

في المحصلة، ٳني أتهم حافظ اﻷسد وابنه الوريث بشار اﻷسد و أركان نظام العصابة اﻷسدي بأنهم عملاء للنظام العنصري اﻹسرائيلي.



هذه السلسلة قد تمت، وأهديها لشهداء الحرية في سوريا الذين علمونا الشجاعة والبطولة وأولهم الطفل الشهيد حمزة الخطيب الذي هو نقيض آل اﻷسد في كل شيء. حمزة، الطفل الفقير والشهم، ضحى بحياته ليوصل الخبز ﻷطفال درعا، في حين لم يضحِّ آل اﻷسد، الذين يرتعون في نعيم المال المنهوب من شعبهم الجائع، سوى بحياة وكرامة وحرية ودماء شعبهم خدمة لنزواتهم ولسادتهم في تل أبيب وطهران وموسكو بعدما كانوا خدماً للأمريكيين أيضاً حتى زمن قريب.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق