الثلاثاء، 30 يوليو 2013

قراءة سريعة في نشاءة النصيرية

لمحة تاريخية عن نشأة المذهب النصيري ومؤسسيه

لقد اتخذ محمد بن نصير مدينة سامراء مقراً له إلى أن هلك 262هـ, وكان محمد بن نصير البصري النميري باباً للإمام الحسن العسكري وبعد وفاة الإمام العسكري ووفاة أو غيبة ابنه محمد –حسب اعتقادهم- استقل ابن نصير بزعامة الطائفة وادّعى لنفسه الخصائص التي كانت للأئمة من أهل البيت فجمع بذلك الباب والإمامة, وبعد وفاة ابن نصير تولى الزعامة من بعده محمد بن جندب, ومن بعده أبو محمد عبد الله بن محمد الجنان الجنبلاوي الفارسي نسبة إلى جنبلان في العراق العجمي وكان عالماً بالفلسفة والنجوم والتصوف وبقية علوم عصره. وقد أحدث النصيريون طريقة خاصة بهم نسبوها للجنبلاوي سموها الطريقة الجنبلانية وكا الجنبلاوي معاصراً للجنيد بن محمد بن حبيب الخراز البغدادي الصوفي, سافر الجنبلاوي إلى مصر وتعرف فيها بالحسين بن حمدان الخصيبي المصري وضمه إلى طريقته واصطحبه معه إلى جنبلان حيث صاحبه بقية حياته, واستلم رئاسة الطائفة من بعده, ثم رحل الخصيبي إلى بغداد حيث قام بمعظم أعماله الدينية وألف كتاباً أسماه –زست باش- أهداه إلى تلميذه عضد الدولة ابن بويه ويعرف عند النصيريين باسم الرسالة الرستباشية ومعناه الطريق إلى الاستقامة. وفي بغداد نظم الخصيبي طريقته الجنبلانية ومذهبه النصيري وعين وكلاء عنه لقيادة الطريقة والمذهب, ثم سافر إلى خراسان وبلاد الديلم ومضارب بني ربيعة وتغلب لنشر أفكاره وجمع الأنصار حوله. ثم ازدادت جذور التصوف عمقاً عند المنتجب العاني والمكزون السنجاري وغيرهم من زعماء النصيرية.
لقد تمكن البويهيون من التسلط على مركز الخلافة العباسية سنة 334 هـ وكانوا كسائر المواطنين الفرس والديلم يعتنقون المذهب الزيدي إلا أنهم لأسباب سياسية أعلنوا المذهب الشيعي الاثنى عشري مذهباً رسمياً للدولة, وقد رافق هذا الحدث تحول فكري أدى إلى التواصل والتفاعل بين التشيع والاعتزال بلغ غايته في وزارة الصاحب بن عباد الذي ورث الاعتزال من والده, فنتج عن ذلك نشاط علمي قام به صفوة علماء الاثنى عشرية أمثال ابن بابويه القمي والشيخ المفيد والشريف الرضي والمرتضى علم المهدي لتحديد معالم المذهب ورفع الاشتباه بينهم وبين المذاهب المتداخلة معه. بعد هذا التطور السياسي وافكري اضطرت الجماعات الغالية التي كانت تدعي التشيع زوراً وبهتاناً إلى الانتقال إلى بلاد الشام, علها تبعد عن رقابة فقهاء الإمامية, وخاصة بعد أن فقدت وزيرها اين الفرات الذي عرف بنزعته الباطنية وبانتمائه للقرامطة, والتي سوغت له ادعاء الوحي والنبوة كما ورد في صفحة 313 من كتاب الوزراء للصابي, دخل الخصيبي دمشق فلم يرتح لها ولم يجد فيها مبتغاه فغادرها بعد أن ذم أهلها في قصائده, واستقر في حلب وألف كتابه الهداية الكبرى وقدمه هدية إلى سيف الدولة الحمداني وبقي في حلب حتى توفي 346هـ, ودفن شمالي حلب ولا يزال قبره حتى الآن معروفاً باسم قبر الشيخ يابراق, ويعتقد النصيريون أن الخصيبي هو الإمام العظيم الذي نفخ فيهم روحاً عالية رفعتهم من حضيض الأسر والهوان إلى الاستقلال والحاكمية. كما ورد في كتاب تاريخ العلويين ص 195 وفي صفحة 199, 200 يقول: لقد دأب الخصيبي ووكلاؤه في الدين إرشاد بعض أفراد من بقية الأديان إلى دينهم, وهؤلاء يبقون بصفتهم مسلمين شيعة أو جعفرية والذين يشاهد فيهم الكفاءة يدخلهم في الطريقة الجنبلانية التي استحال أفرادها في يومنا هذا إلى الشعب العلوي النصيري الذي أصبح يملك سجايا وميزات نبوية تقارب جميع الطوائف العربية والتركية من مسيحية ويهودية.
فقد كان للخصيبي وكلاء في العراق والشام وله تلاميذ من الملوك والأمراء من بني بويه وبني حمدان والفاطميين, لذا كانوا يسمونه شيخ الدين. مما تقدم يتضح أن الخصيبي كان يتظاهر بتشيعه لآل البيت ويكتم نصيريته حتى إذا وثق من أتباعه أدخلهم في الطريقة الجنبلانية ومن ثم ينقلهم إلى دين الطائفة النصيرية.
بعد وفاة الخصيبي نشأ للنصيريين مركزان أحدهما في بغداد يرأسه السيد علي الجسري ناظر جسور بغداد والذي انقرض بعد حملة هولاكو على بغداد, والثاني في حلب يرأسه محمد بن علي الجلي الذي استلم رئاسة الطائفة بعد أبي سعيد الميمون سرور بن قاسم الطبراني فنقل مركزه إلى اللاذقية عام 423هـ وبقي فيها حتى توفي عام 426هـ وله مقام في مسجد الشعراني باللاذقية معروف باسم قبر الشيخ محمد البطرني أو الطبراني. والجلي نسبة إلى جلية قرب أنطاكية حيث تضم زعيم الفرع الجيلاوي من النصيرية, حتى اليوم. حين انتقل أبو سعيد الميمون إلى اللاذقية كانت جبلة مركزاً للإسحاقية وهي فرقة باطنية غالية تنتسب إلى أبي يعقوب إسحاق النخعي الملقب بالأحمر لأنه كا يستر برصه بصبغة حمراء. ألف كتاباً أسماه الصراط وجعل موضوعه التوحيد أكثر فيه من الخلط والزيغ (كما في تاريخ بغداد وتاريخ العلويين والبداية والنهاية) والذي تولى الزعامة بعده الأعسر ثم اللقيني ثم الحقيني ثم إسماعيل بن خلاد –الملقب بأبي ذهبية لكثرة غناه- ولما نقل أبو ذهبية مركز إقامته إلى اللاذقية خاف منه أبو سعيد الميمون الطبراني, وتصادف قدوم جماعة من عشيرة الهلاليين مهاجرين بزعامة الأمير دياب بن غانم طلباً للكلاً, فنزلوا على ضفة نهر العاصي الغربية فاستعان بهم أبو سعيد الميمون الطبراني لقتل إسماعيل بن خلاد أبو ذهبية زعيم الإسحاقية. فقتلوه عام 245هـ وله قبر في اللاذقية يعرف بقبر الشيخ قرعوش وبقتله انحلت زعامة الإسحاقية وانفرد ابن ميمون بزعامة الطائفة وبعد وفاة أبي سعيد الميمون الطبراني تناوب على رئاسة الطائفة عدة مشايخ إلى أن جاء الأمير حسن المكزون السنجاري إلى اللاذقية بناء على طلب الشيخ محمد اليانياسي والشيخ علي الخياط اللذين شرحا له مضايقة الأكراد والأتراك لهم فزحف لجيش قوامه خمسة وعشرون ألفاً وعسكر قرب قلعة أبي قبيس على جبل الكليبة فتنبه الأكراد والأتراك لخطره فتجمعوا في مصياف وأغاروا عليهم فهزموهم فرجع إلى سنجار وبعد ثلاثين عاماً أغار على جبال النصيريين واتخذ قلعة أبي قبيس مقرّاً هدفياً له وقرية سيانو قرب جبلة يقرأ شفوياً ثم بدأ للتأليف في قواعد المذاهب حتى هلك عام 638هـ ودفن في كفر سوسة وصار قبره مزاراً للجاهلين.
وفي الأسماء الكبيرة التي تولت رئاسة العلويين أبو الحسن الطرسوسي الصغير المتبتل العابد الزاهد الصائم وأبو الحسن الطرسوسي الكبير.
كان أبو سعيد الميمون الذي ولد في طبرية أعظم رجل بعد الخصيبي ألف كتباً عديدة في المذهب وكان مشهوراً بالسباب على الشيخين وأتباعهما, ثم انفرط عقد الطائفة من بعده لعدم وجود من يحل محله في العلم والقيادة, وبقي للطائفة مجلسهم الطائفي الذي يخطط للوصول إلى الحكم, كما وأن لجوءهم إلى الجبال الحصينة في محافظة اللاذقية ليؤكد شعورهم بالعزلة الدينية أولاً بسبب احتقار المسلمين لهم في وقت يعتبرون فيه أنفسهم شعب الله المختار, كما يؤكد عزلتهم عن المجتمع الذي ناصبوه العداء فكانوا مع الغزاة ممن يكيدون له ولوطنه ولعقيدة شعبة

الاثنين، 29 يوليو 2013

وثيقة اجتماع للاكراد

هاااااااااااااااااااااااااام وخطير جدا : : : :

قامت كتيبة الاستخبارات والمهام الخاصة التابعة للواء شهداء بدر
بالحصول على وثيقة وذلك بعد مداهمة احد المقار المشبوهة المتواجدة في الاشرفية التابع لحزب الاتحاد الديمقراطي (PYD)
تتضمن بيان نهائي لاجتماع سري جرى بين قيادين تابعين لاحزاب كوردية وشخصيات من دول عالمية اهمها ممثل لسفارة الاسرائيلية في المانيا وممثل الموساد في شمال العراق و بالاضافة الى زعيم اقليم كوردستان مسعود البارزاني ومضمون هذه الوثيقة :

تاريخ عقد الاجتماع 2012/09/02
هولير شمال العراق اجتماع للمعارضة الخارجية بعنوان (بناء الثقة لمرحلة مابعد بشار الاسد في سوريا )وقد كان من بين الحضور كلا من :
عبد الباقي يوسف - ممثل حزب يكيتي الكوردي في سورية.
عبد الباسط حمو - ممثل حزب يكيتي الكوردستاني في سورية و المقيم حاليا في المانيا.
عبد الحكيم بشار - سكرتير الحزب الديمقراطي الكوردي في سورية.
نور الدين حميد بريمو - سكرتير حزب الحقيقة الكوردي في شمال العراق.
صلاح بدر الدين - سكرتير حزب الاتحاد الشعبي الكوردي في سوريا سابقا , حاليا مسؤول"رابطة كاوى للثقافة الكوردية في شمال العراق.
نائب وزير الخارجية التركي.
السفير الامريكي في الاردن.
ممثل عن السفارة الاسرائيلة في المانيا.
ممثل عن الموساد الاسرائيلي في شمال العراق.
السيد مسعود البارزاني.
السيد كوسرت رسول.
فاضل علي خان الميراني - سكرتير المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكوردستاني.

وخلال الاجتماع تم الاتفاق على عدة امور منها:
- عدم ممانعة الجانب الكوردي على بناء فيدرالية في سوريا وتقديم الدعم المادي و العسكري و اللازم لذلك او ادخال كتائب من البيشمركة في المناطق الكوردية لحمايتهاحتى يتم ايجاد بديل من اكراد سوريا.
- استعداد الجانب التركي لصرف مبلغ مالي غير محدد من الخزينة التركية للمعارضة الكوردية بالاضافة للدعم العسكري , شريطة ان يتم بناء قاعدة عسكرية ومطار عسكري جنوب مدينة المالكية .
بالاضافة الى مطار اخر في جنديرس التابعة لمنطقة عفرين , وقاعدة عسكرية اخرى جنوب غرب عين العرب .
- تكثيف الجهود لفضح ممارسات حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD)الجناح السوري لحزب العمال الكوردستاني , باعتبار ان المؤسسات و الهيئات التي يؤسسها الحزب المذكور غير شرعية ولاتمثل لكورد في سوريا.
- الابقاء على الهيئة الكوردية العليا نظرا لتمكنها من لجم و تقليص تحركات و تصرفات مايسمى بمجلس غربي كوردستان التابع لحزب العمال الكوردستاني.
ثم تم توقيف الاجتماع لمدة/ 6 / ساعات بطلب من الوفد الكوردي لمشاورة قياداتهم في الداخل السوري و العراقي بعدها استؤنف الاجتماع بحضور كل من :
1- رئيس حكومة اقليم كوردستان السيد نيجرفان البارزاني.
2- السيد برهم احمد صالح .
حيث ابدى المشاركون من الاكراد موافقتهم على النقاط المطروحة في الاجتماع , هذا وقد تحدث السيد عبد الحكيم بشار خلال الاجتماع قائلا بأن الشعوب الكوردية ة المسيحية و اليهودية منبوذة في الشرق الاوسط ويجب عليها التكاتف لبناء قوة كبيرة في المنطقة , اضاف نحن شعب زردشتي و ارمني اسلمنا بالقوة على ايدي امثال صلاح الدين و حاشيته , و يجب ان يفهم اليهود و المسيحيين بأننا و كذلك الاتراك حلفاء لهم .

السبت، 27 يوليو 2013

حتى تاريخه خسائر ال مجوس في سوريا

لتقرير موثق بالأعداد وبالتواريخ .. 

تفيد الاحصائيات الصادرة عن المعهد الملكي أن خسائر الجيش العلوي منذ سنتين إلى هذا التاريخ 28/6/ 2013 على الشكل التالي : 

1 ـ القوى البشرية : ( 68 ألف قتيل موزعة كما يلي ) :37 ألف ضابط + 11ألف صف ضابط + 20 ألف عسكري .. أما بقية الطوائف التي تقاتل رغماً عنها في صفوف الجيش العلوي فهي : 45 ألف قتيل من مختلف الرتب . ويعتقد أن هناك 6500 معتقل من أفراد الجيش ممن رفضوا الاشتراك في القتل يقوم النظام بتصفيتهم على دفعات وخاصة في مطار حماة ومطار التيفور شرق حمص . 


2 ـ خسائر النطام الطائفي العلوي من الدبابات :.يملك النظام 5 آلاف دبابة : منها 1500 غير صالحة بسبب الأعطال يتبقى لديه 3500. دمر الشعب السوري للنظام : 2215 دبابة . يتبقى لديه : 1285 منتشر منها حوالي 500 على كامل الأرض السورية المحتلة و500 في الساحل السوري و285 في دمشق !! أما العربات المصفحة وعربات النقل الضخمة فقد خسر النظام أغلبها وروسيا تزوده بخسائرها بانتظام .. ـ عوضت روسيا حوالي 30 دبابة من طراز ت 80 فلم تغير المشهد . 



3 ـ خسائر الطيران : كان النظام الطائفي العلوي يملك 450 طائرة . منها 100 طائرة متوقفة عن العمل ..متبقي لديه 350 ناقص 260 طائرة أسقطها الجيش الحر أو أعطبها داخل المطارات فتبقى لديه 90 طائرة كما أفاد بذلك العقيد المنشق حديثاً ..لقد تبقى للنظام 30 طائرة ميغ 29 في مطار الضميرومطار السين و20 طائرة سو خوي 24 ثقيلة في مطار التيفور و50 طائرة متنوعة مييغ 23 + بقايا حوامات . 

وقد قضي تماماً على ألوية الميغ 21 وألوية السو 7 والسو 20 وال22 وعلى ألوية الحوامات وطيران التدريب ل-39. ـ سترسل روسيا 150 طائرة ياك 30 وهي أقل كفاءة من الطائرة التشيكية ل 39 وستكون طعاماً جيداً ودسماً لصواريخ الجيش الحر …. 

ـ تزود ايران النظام الطائفي العلوي ببقايا طائرات صدام حسين التي التجأت إلى ايران إبان حرب العراق .. 

4 ـ خسائر النظام من الصواريخ أرض ـ ارض : يملك النظام العلوي الفاشي 1366 صاروخ ، استهلك منها حوالي 800 ضد الشعب السوري ..متبقي لديه 566 صاروخ 

ملاحظة : هذه الإحصائيات مأخوذة من مصادر محايدة

الحسين بعثي بفكر حزب الله

هل تعلم ان الحسين بفكر حزب الات كان بعثى؟؟؟؟؟

إستماتة زعيم حزب الله اللبناني/ الإيراني حسن نصر الله في الدفاع عن نظام بشار أسد قد وصلت لحدود خرافية وبما تجاوز كل المتعارف عليه في ضوابط العلاقات التحالفية بين الأطراف السياسية، فلقد سخر حسن نصر الله الخطاب الفكري و السياسي و العاطفي الشيعي وجيره بالكامل بكل مضامينه و شعاراته الكربلائية ودلالالته الإستشهادية و الروحية صوب الدفاع عن نظام البعث السوري و بشكل لا رجعة فيه للأبد ! وبما يشكل إهانة حقيقية لذلك الفكر الرافض للظلم و المتمرد على الطواغيت، فحسن نصر الله وهو يخطب في جنوده في منطقة الهرمل اللبنانية قبل إرسالهم لمحرقة الموت السورية قد إستعار و شوه الخطاب الفكري الشيعي بالكامل وخرج حتى عن الحدود الدنيا للياقة و تحول لتكفيري وهو يحرض ضد أبطال المقاومة السورية و يصفهم بما ليس فيهم بل و يعتبرهم ( كفرة )!! رغم أنه و قواته و من خلفه الحرس الثوري من يعتدي على حرمة الأراضي السورية و من يمارس التطهير الطائفي و العرقي في بلاد الشام، لقد تعجبت أشد العجب من حالة الضياع الفكري والسلوكي و تيهان البوصلة المفرط و العدواني لدى نصر الله وحيث كشر عن أنيابه و أبرز أظافره و هو يقرر بناءا على أوامر سادته في طهران خوض ( معركة المصير الواحد ) مع النظام السوري و التي يبدو أن نهايتها الوشيكة بإنتصار أحرار الشام ستحول حزب الله لمنظمة بائسة خارجة عن القانون و متمردة على المنطق و مبتعدة عن جادة الحق و الصواب، لقد اثبت الحزب و تحت قيادة نصر الله بأنه مجرد منظمة مرتبطة بالحرس الثوري الإيراني، و لا يراعي مصالح الطائفة الشيعية و لا مستقبلها و اسس وجودها الكياني في الشرق القديم، لقد رفض احرار الشيعة في لبنان ذلك التورط القذر في سفك دماء السوريين خدمة لنظام طاغي و باغي و لا علاقة له لا بالعروبة و لا بالإسلام بل بالإستبداد و الهيمنة و التسلط وقهر الناس، فالشيخ صبحي الطفيلي القائد السابق لحزب الله أدان ممارسات نصر الله باشد العبارات، وكذلك فعل السيد علي الأمين و اهل التيار الشيعي الحر في لبنان الذين رفضوا أن تكون دماء الشباب الشيعي اللبناني مسفوكة في خدمة القتلة و المجرمين في الشام، لقد إعتبر نصر الله المعركة ضد أحرار الشام بمثابة نصرة لأهل البيت!! وهذا منطق إعوج و مرفوض، كما صرح بأنه لن يسمح بأن تسبى السيدة ( زينب ) رضي الله عنها و أرضاها مرتين!! وهو شعار تدليسي و مشوه لحقيقة الوضع السوري، فالمعركة في الشام ليس ضد أهل بيت النبوة ابدا بل ضد اهل بيت الخيانة و الإرهاب في السلطة الأسدية الحاكمة، وضد تسلط وهيمنة حزب البعث و شبيحته و مخابراته المجرمة التي سامت السوريين العذاب طيلة نصف قرن من الزمان، ولا أدري كيف يتحول الدفاع عن حزب البعث السوري لدفاع عن الإمام الحسين ( رض ) ؟ 

فهل كان الحسين بعثيا ؟ وهل يرضى اهلنا الشيعة في لبنان أن يكونوا مجرد وقود رخيص لحرب قذرة يشنها نظام القتل الأسدي ضد شعبه ؟ وكيف يرتضي الشباب الشيعي اللبناني لنفسه أن يغيب عقله و يقدم نفسه فداءا لحسن نصر الله الهارب من الأيام و المختبيء و الذي لا يظهر إلا من خلال الشاشات العملاقة كشبح بعيد ؟ لماذا لا يحمل نصر الله بندقيته و يذهب للقتال في الشام بنفسه بدلا من إرسال الشباب المغرر بهم الذين يعودون جثثا متفحمة في معركة ليست معركتهم و تحت شعارات تدليسية و تكفيرية لجأ إليها نصر الله بعد أن أعيته الحيلة و فقد القدرة على التركيز و التبصر و أضاع البوصلة! كل شعارات ( التشبيح ) التي أطلقها نصر الله ليست سوى هراء و هشيم تذروه الرياح، فقد فاحت الروائح العطنة، و كشف المستور، وسقطت آخر أوراق التوت عن عورات أهل الدجل و الخرافة، وظهر نصر الله على حقيقته كشبيح و تكفيري بائس وهو يمضغ بشعارات الحرية و الإستشهاد، لقد خان القتلة مباديء سيد الشهداء الإمام الحسين ( رض ) و تحولوا لبائسين سيلعنهم التاريخ و الشعوب الحرة، و تبا وبؤسا للقوم الظالمين و الدجالين.

اكذوبة المتطرفين

كتب احدهم

كل من يصدّق خرافة أن المتطرفين سيحكمون سوريا فيما لو سقط النظام الحالي إما مغفل، أو ابن ستين ألف مغفل. 

فلا مكان للتطرف في سوريا، لأن تركيبتها الاجتماعية والقومية والحضارية لا تسمح للمتطرفين بأن يحكموها. فالعاصمة دمشق يسكنها منذ زمن طويل أناس محافظون دينياً، لكنهم لم يكونوا يوماً متطرفين أو متزمتين أو ظلاميين. 

كيف لا، وهم من أبرع وأمهر العاملين في المجال التجاري في العالم العربي، إن لم يكونوا في العالم، وبالتالي، فلا يمكن الجمع عملياً بين التجارة والتطرف. 

ناهيك عن أن دمشق قلب سوريا النابض لا يمكن أن تعيش من دون التعامل التجاري اليومي مع بقية أطياف المجتمع السوري بمختلف توجهاته. 

وعندما تنظر إلى حركة البيع والشراء في "سوق الحميدية" رمز دمشق التجاري الأهم ستجد المسلم السني والعلوي والشيعي والدرزي والمسيحي والإسماعيلي وبقية مكونات المجتمع السوري التي تعايشت وتعاضدت على مدى زمن طويل. ولو نظرت إلى ثاني أكبر مدينة في سوريا، ألا وهي حلب عاصمة سوريا الاقتصادية، لوجدت أنها لا يمكن، في أي حال من الأحوال، أن تكون مدينة متطرفة، ولن تقبل بأن يحكمها المتطرفون . 

فبحكم موقعها الجغرافي وطبيعة أهلها الكرام المشهورين بمهارتهم العالية في التجارة والمهن والفن والطرب لا يمكن أن تكون حلب إلا مدينة حضارية منفتحة على الجميع. 

وبما أن أكبر وأهم حاضرتين في سوريا لا يمكن أن تقبلا بالتطرف، فلا مستقبل للتطرف في سوريا كما يحذر بعض الأبواق، خاصة العلمانجيين منهم. لا مكان أيضاً للمتطرفين في سوريا في المناطق التي غالبية سكانها من الأقليات الدينية. 

ولا خوف أبداً على تلك الأقليات التي تعيش في سوريا منذ مئات السنين معززة مكرمة قبل أن يأتي آل الأسد وبعثهم إلى السلطة بقرون. ومن الجدير بالذكر أن النظام السوري يحتمي بالأقليات ولا يحميها. 

باختصار، فإن التطرف الذي يحذر منه النظام في سوريا ليس أصيلاً، بل هو دخيل أو مفبرك ولا محل له من الإعراب على الأرض السورية، وهو من صنع يدي النظام الذي يحرض على ضرب مكونات المجتمع السوري ببعضها البعض على مبدأ "فرّق تسد" لأغراض سلطوية حقيرة ولتخويف السوريين من بعضهم البعض. 

ويذكر أحد المراسلين أنه حتى سكان المناطق الشمالية في سوريا المعروفين بأنهم محافظون أكثر من غيرهم دينياً اشتبكوا مع العناصر المتشددة التي ولجت إلى مناطقهم، لأن النسخة الإسلامية التي تروج لها تلك الجماعات تتعارض مع النسخة الموجودة في تلك المناطق والمصبوغة بالصبغة السورية الإسلامية المعتدلة. 

بعبارة أخرى فإنه ليست هناك حاضنة شعبية واسعة أو عامة لقوى التطرف في سوريا، حتى في المناطق التي تعتبر أكثر تشدداً من غيرها داخل البلاد. 

ومقاتلة بعض الجماعات المتشددة إلى جانب الجيش السوري الحر لا تعني أبداً أنها ستحكم المشهد السياسي فيما لو تغير النظام، خاصة أنها لا تشكل سوى نزر يسير جداً من المقاتلين، غير أن النظام يحاول تضخيم دورها في الثورة كي يصور الثورة على أنها ثورة متطرفين لتخويف الداخل والخارج بالخطر "القاعدي" المزعوم على سوريا تماماً كما فعل القذافي من قبل. 

وبالتالي، فإن كل من يحاول أن يخوّف السوريين بالمتطرفين فيما لو سقط النظام، إما أنه سخيف، أو أنه خبيث يحاول الالتفاف على مطالب الثورة وتشويهها لتمديد عمر النظام المتساقط، أو إحباط آمال السوريين في التحرر والانعتاق من الطغيان. ولنتذكر أن جماعة الإخوان المسلمين السورية لم تحصل على أكثر من عشرة بالمائة من الأصوات في خمسينيات القرن الماضي عندما كانت الديمقراطية في سوريا تعيش أزهى عصورها. 

وحتى لو فاز الإسلاميون في الانتخابات في سوريا، فإنهم سيكونون أقرب إلى النموذج التركي والتونسي. ويا مرحباً بالنموذج التركي، ناهيك عن أن صناديق الاقتراع ستكون الحكم في سوريا الجديدة، وليفز من يفز. 

وتذكر مجلة "إيكونومست" البريطانية المرموقة في تحقيق لها حول تركيبة المجتمع السوري بأن سوريا لم تشهد منذ أكثر من مائتي عام أي اعتداءات طائفية تذكر، مما يدحض تحذيرات أولئك الموتورين المأجورين الذين يحذرون الأقليات من تطرف الأكثرية ضدها فيما لو وصلت إلى السلطة. ولهذا، لا بد أن نقول لكل من يخوّف العالم والسوريين من أن المتطرفين سيحكمون فيما لو سقط النظام: كفاكم كذباً وفبركات. 

لا يمكن لجماعات لا يتجاوز أفرادها بضعة ألوف أن يحكموا بلداً كسوريا، خاصة بعد أن كسر شعبها جدار الخوف مرة وإلى الأبد. لم يضح السوريون بالغالي والنفيس لينتقلوا من الظلم إلى الظلام. لا خوف على الشام من التطرف والمتطرفين! العبوا غيرها

التفاهمات الروسية الامريكية بالشان السوري

في تحليله حول التفاهم الروسي الأمريكي، كتب الدكتور عزمي بشارة على صفحته: 

1. بدأنا مرحلة جديدة هي مرحلة المؤتمر الدولي حول سورية.
2. يعني التفاهم الروسي الأميركي اعترافًا دوليًّا أن النظام السوري لن يبقى، وأن تغييره يجب أن يتم بحل سياسي، لأن العودة إلى ما كان غير ممكنة، واستمرار الوضع قد يؤدي إلى انهيار شامل.
3. كان من شأن استخدام النظام للقوة العسكرية المفرطة من دون سقف للعنف أن يقضي على الثورة السلمية (وعلى أي ثورة سلمية إذا لم ينشق الجيش عن النظام، وإذا لم يحصل تدخل خارجي). ولكن تحول الثورة إلى السلاح (ببطولة نادرة ومن دون دعم خارجي يتجاوز دولتين عربيتين) منع النظام من القضاء عليها، ومدّ في عمر الثورة حتى اليوم. ولكن الاحتراب الذي يتحمل النظام مسؤوليته قاد البلد إلى ما يشبه الحرب الأهلية في، مع الفرق أن النظام هو طرف في هذه الحرب، وهذا بحد ذاته يحفظ للثورة سمة الثورة على نظام. وقد استخدم النظام القصف الواسع النطاق والقمع بالقتل والتعذيب بما في ذلك ارتكاب جرائم ضد الإنسانية.
4. نشأت في الثورة ظاهرة التعددية العسكرية التي لم تسلم من نشوء ميليشيات وارتكاب جرائم، وبرزت مؤخرا ظاهرة أمراء الحرب.
5. انزلق الاحتراب الى مجازر طائفية من اسوأ نوع كما تجلت مؤخرا في قرية البيضا، التي لم تكتب قصتها بدقة بعد، والتي بيّنت أن الأكثرية غير المنظمة في سورية هي في الواقع مجموعة أقليّات تستفرد فيها الأقلية المنظمة عسكريا في تنظيمات فاشية. وهو نمط عرفناه في مناطق أخرى في العالم. وهو نمط يتعاطف معه الغرب حين يحصل في بلداننا (التي لن أذكرها في هذا السياق). وكان من الخطأ الفادح الرد على هذه الطائفية المنظمة على النمط العسكرتاري الفاشي، بالانجرار إلى طائفية شعبوية غير منظمة متأثرة بمناخ إقليمي في العراق ولبنان والخليج.
6. تمكّن المجتمع السوري المضطهد والمقموع منذ عقود أن يستعيد كرامته ذاتيا وأن يحرر إرادته بشكل يثير الإعجاب، ولا يستطيع أحد أن يأخذ هذا من الشعب السوري. ولكنه لم يتمكن من إفراز تنظيم موحد بديل للنظام. وهذا أمر يُأسف عليه مع أنه طبيعي أن يحصل بعد نمط من قمع المجتمع.
7. كان من الطبيعي أن يقود رفض النظام للإصلاح مبكرا، واختياره "للحل العسكري" بقمع تطلعات الناس للحرية بقمعهم بالحديد والنار إلى الانقسام العمودي الذي حوّله إلى نظام مجازر، نظام عصابات طائفية فاشية وإلى التدخل الدولي لفرض الحل. (لقد سبق أن حذرنا من حصول هذا عدة مرات إذا لم يتغير النظام السلطوي الرث بالإصلاح، وذلك في الشهور الأولى من الثورة. وفعلنا بذلك بشكل منهجي).
8. أهم العقبات أمام تنفيذ نموذج الحل الدولي هي:
أ‌. رفض بشار الاسد التنازل عن سلطاته لحكومة مشتركة كاملة الصلاحيات. ورفض الأجهزة الأمنية والجيش أن تمنح ولاءها لمثل هذه الحكومة طالما كان بشار الأسد موجودا. وهذا يعني أنها لا يمكن أن تكون كاملة الصلاحيات ما دام موجودا.
ب‌. عدم تمكن الثورة السورية من فرز رؤية موحدة لطبيعة المرحلة الانتقالية.
9. المخاطر الكامنة في الحل الدولي هي:
أ. وقوع سورية تحت الوصاية الدولية.
ب. فرض نظام محاصصة طائفية.
10. لا يمكن التصدي لهذه المخاطر اذا لم يتفاهم السوريون على ضرورة تغيير نظام الحكم في سورية إلى نظام ديمقراطي تعددي. لأن استمرار الصراع وتحوله إلى صراع بين جماعات سوف يستمر في دفع كل طرف إلى تحالف مع قوى خارجية ضد الطرف الآخر. وهذا بحد ذاته لا يمكن أن يؤدي إلا إلى تسويات بوصاية دولية تتضمّن محاصصات.

الامبرطورية الامنية

كتب احدهم
الامن السوري امبراطورية صنعها الاسد ليحمي عرشه النصيري
تقسم أجهزة المخابرات السورية إلى المخابرات العامة (أمن الدولة) والتي تتبع رسمياً لوزارة الداخلية، والأمن السياسي الذي هو دائرة من دوائر وزارة الداخلية، والمخابرات العسكرية ومخابرات القوى الجوية اللتين تتبعان اسمياً لوزارة الدفاع، ويشرف على هذه الأجهزة المختلفة مكتب الأمن القومي التابع للقيادة القطرية لحزب البعث، إن لكل هذه الأجهزة مهمات المراقبة المحلية، وتمتلك فروعاً في كل المحافظات وفروعاً مركزية داخل العاصمة دمشق باستثناء مخابرات القوى الجوية ذات المهمات الخاصة، وفي ظل حمى التنافس الأمني بين هذه الأجهزة المختلفة فقد توسع دور بعض الفروع الأمنية بشكل كبير حتى على حساب الإدارة التابع لها، وذلك يعود إلى نفوذ رئيس الفرع وإلى سلطته التي غالباً ما تتعزز بحسب علاقته المباشرة مع الرئيس، ولذلك غالباً ما تعدت هذه الفروع صلاحياتها في الكثير من الأحيان وترافق ذلك مع نمط من الحصانة القانونية) تحمي المادة /16/ من قانون استحداث إدارة أمن الدولة الذي صدر بالمرسوم التشريعي رقم /14/ تاريخ 15/ 1/ 1969 موظفي الأمن من الملاحقة القضائية في حال ارتكابهم جرائم التعذيب بالرغم من أن القانون يصفها بالجرائم، حيث تقول نصُّ هذه المادة : ((لا يجوز ملاحقة أي من العاملين في إدارة أمن الدولة عن الجرائم التي يرتكبونها أثناء تنفيذ المهمات المحددة الموكلة إليهم أو في معرض قيامهم بها إلا بموجب أمر ملاحقة يصدر عن المدير)) . 



وقد ظلت كل هذه القوانين سارية المفعول بالرغم من صدور الدستور النافذ والصادر في 3/3/ 1973 (أُعطي لها مما جعلها صاحبة التأثير الأول والأخير في القرار سياسياً كان أم اقتصادياً أو إدارياً وأصبحت ترى نفسها مسؤولة أمام الرئيس الأسد مباشرةً مما حرضها على النمو بشكل مخيف. 

فقد بلغ عدد الموظفين في أجهزة الأمن السورية المختلفة 65 ألف موظف بدوام كامل وعدة مئات من الألوف بدوام جزئي، فهناك وفقاً لذلك عنصر مخابرات لكل 257 من المواطنين السوريين ولما كان 59.5% من السوريين فوق سن 15سنة، فعندها يكون هناك رجل مخابرات لكل 153 مواطناً سورياً، وهي تعتبر من النسب الأعلى في العالم، ففي الولايات المتحدة على سبيل المثال هناك رجل مخابرات لكل 257 مواطناً أمريكياً. وإذا استخدمنا لغة الأرقام للإشارة إلى مدى التوسع البيروقراطي في أجهزة الدولة المختلفة في سورية في عهد الجمهورية الثالثة لوجدنا أن عدد موظفي القطاع العام في الإدارات الحكومية المختلفة في عام 1965 بلغ 70000 موظف لكنه تعدى 685000 موظف في عام 1991 وتجاوز 900000 موظف في عام 2004، أما عدد العاملين في الجيش والأجهزة الأمنية المختلفة فقد بلغ عام 1965 ما يعادل 65000 شخص، وبلغ عام1991م 530000 شخص لكنه تجاوز 700000 في عام 2004. 

وتحولت فروع حزب البعث في سورية إلى أجهزة تجسس شعبية تنتشر في كل المدن والقرى السورية، الذي كان يعتمد في سيطرته على ثلاثة أعمدة رئيسية هي أجهزة المخابرات والجيش والميليشيا الشعبية، فالبناء الهرمي للسلطة كان يقوم على ثلاث أعمدة تشكل قيادة الحزب فيها ذروة الهرم، في حين أن النظام السوري تحول وخلال فترة الجمهورية الثالثة وخلال فترة الرئيس حافظ الأسد تحديداً إلى نظام هرمي يقوم على ثلاثة أعمدة أيضاً هي الأجهزة الأمنية وحزب البعث ومؤسسات الدولة المختلفة، فقد حاول الأسد ومنذ استلامه الحكم بناء هياكل مؤسسية هدفها ترسيخ النظام تمتلك السلطة الفعلية خلف واجهة المؤسسات المدنية، وبنفس الوقت إعادة بناء المنظمات الشعبية مثل اتحاد العمال والفلاحين والنقابات وغيرها على أسس تضمن الولاء الكامل وذلك عبر توسيع الإدارة الحكومية والجيش والأجهزة الأمنية مترافقاً مع تزايد القدرة المالية للدولة جراء المعونات العربية الهائلة التي قدمت إلى سورية بعد حرب 1973 ثم العائدات النفطية السورية التي اكتشفت فيما بعد. 

وهو ما سمح للأسد في بناء الكوادر البيروقراطية التي ملأت المؤسسات السورية المختلفة التي أنشأها بشكل هرمي يكون فيه رئيس الدولة رأس الهرم أما أضلاعه الثلاثة التي تنتهي إليه بشكل تام فهي الإدارة الحكومية والجيش وأجهزة الأمن (المخابرات) وثالثاً الحزب كما قلنا. هذه الأجهزة الثلاثة عبارة عن هياكل هرمية متمركزة تنحدر كلها من قيادة النظام نزولاً إلى المدينة ثم القرية إلى الحي بدرجات متفاوتة، ومتوازية خطياً بعضها مع بعض. 

وهكذا على مستوى المحافظة، يتمثل الرئيس بالمحافظ، فالمحافظون الأربعة عشر في سورية ممن ينفذون أوامر الرئيس مباشرة هم الذين يهيمنون ويشرفون على أعمال الإدارات التابعة للوزارات الحكومية المركزية والقطاع العام في المحافظة وما حولها من مناطق وقرى، فالمحافظ هو الرئيس التنفيذي للإدارة الحكومية، وهو بحكم منصبه أيضاً رئيس المجلس البلدي في المحافظة، وفي حالات الطوارئ يكون المحافظ أيضاً قائداً لقوات الشرطة والجيش المتمركزة في محافظته، وبموازاة المحافظ يكون أمين فرع حزب البعث في المحافظة ممثلاً للسلطة المركزية أيضاً، فأمناء فروع الحزب في المحافظات يكونون موضع الاختيار الدقيق من قبل الرئيس بوصفه الأمين العام للحزب وهو يتوجهون إليه مباشرة بتقاريرهم، وتراقب فروع الحزب الموجودة في المحافظات الأربع عشرة أعمال الإدارات والمؤسسات الحكومية والتعليمية والجامعية والصحية والثقافية والفنية والرياضية ومؤسسات القطاع العام عبر شعبها أو فرقها الموجودة في كل هذه المؤسسات وترفع تقاريرها إلى قيادة الفروع، علاوة على ذلك فإن أمين الفرع قد يقوم مقام المحافظ في حال غياب الأخير عن محافظته، وعلى المستوى الثالث والأخير فإن أنشطة الحزب والإدارة المختلفة وعلى كل المستويات الإدارية تكون موضع المراقبة اليومية للأجهزة الأمنية الأربعة الموجودة في سورية. 

وبالرغم من أن القيادة القطرية لحزب البعث تشكل القيادة السياسية الأعلى في سورية في سورية، إلا أنها عملياً فقدت سلطتها فيما يتعلق باتخاذ القرار السياسي منذ تربع الرئيس حافظ الأسد، وتحولت المؤتمرات القطرية إلى مهرجانات خطابية للاحتفاء بالقائد الرمز و"قائدنا إلى الأبد"، ولما كان الأسد نفسه هو من يختار أعضاء القيادة القطرية فهي تدين بولائها له ولذلك وخلال العقد الأخير من حكم الرئيس حافظ لم يكن يحضر اجتماعات القيادة القطرية أبداً ، وكان يكتفي بإرسال "أوامره" عبر ورقة يجري قراءتها وإقرارها على الفور، أو أن يلجأ في بعض الأحيان إلى الهاتف إذا استلزم الأمر حادثاً مستعجلاً لا يحتمل التأجيل، بل إن أحد أعضاء القيادة القطرية وصف الأسد بأنه "لم يكن بالنسبة لنا سوى عبارة عن صوت خيال يأتي عبر الهاتف"، فمع انكفاء الأسد عن متابعة الشؤون الداخلية اقتصرت متابعته لها عبر التقارير الأمنية التي تصله يومياً، ونشأ هنا مفهوم "الحظوة"، فعدد الأشخاص الذي يلتقي بهم الأسد أصبح محدوداً جداً واقتصر على المقربين جداً الذين أصبح لهم نفوذ خاص. 

أما القيادة القومية التي هي نظرياً مؤسسة حزبية أعلى تنظيماً من القيادة القطرية، إذ تضم كل من القيادة السورية والقيادات الحزبية القطرية الأخرى، فقد تحولت إلى "هيئة فخرية" ، فمنصب في القيادة القومية أصبح شيئاً مرادفاً للعطالة على حد تعبير فولكربيرتس. 

لقد تحول الحزب إلى مؤسسة بيرقراطية حكومية وهو للمفارقة ما أعاق مأسسته و أفقده قيادته العقائدية والسياسية بالرغم من وجوده في الحكم منذ عام 1963، فقد جرى المزج بين دوره كحزب سياسي وبين السلطة وكلا المفهومين أدمجا في مؤسسات الدولة التي يجب اعتبارها شيئاً منفصلاً تماماً عن مفهومي الحزب والسلطة اللتين تخضعان للتغيير الدوري بحسب الانتخابات التي تمنح الثقة لحزب ما لاستلام السلطة خلال فترة محدودة من الزمن، لكن الخلط بين هذه المفاهيم التي بدأت من الدستور السوري الذي حدد دور حزب سياسي كقائد للدولة والمجتمع ثم دمج بين ميزانيته وميزانية الحكومة، حتى أن تمويل الحزب ذاته يأتي معظمه من الموارد المالية الحكومية، إذ في عام 1983 كان أكثر من 80 بالمائة من إيرادات ميزانيته التي كانت 129 مليون ليرة سورية جاءته على شكل مخصصات من الدولة وهو ما كان يعادل ميزانية وزارة المالية على سبيل المثال. وهكذا فحزب البعث نفسه وقيادته لا يتعدى سوى أن يكون عموداً من أعمدة السيطرة المختلفة في بناء الهرم، فالأسد في النهاية يشكل ذروة الهرم، وهو لذلك أقرب لأن يكون نظاماً شخصياً-عائلياً- يقوم على مركزية السلطة في يد الشخص منها إلى نظام حزبي تقوم قيادة الحزب فيه بالسلطة المطلقة، ولذلك استطاع النظام السوري على سبيل المثال أن يضمن توريث السلطة من الأب إلى الابن دون أية معارضة حقيقية
د رامي زيادة