الجمعة، 26 يوليو 2013

رسالة الى ولاة الامور

عندما صِيغ مصطلح «الهلال الشيعي» قبل أعوام كان ذلك في معرض التحذير من مشروع التمدد الإيراني عبر المشرق العربي. 
الآن وبعد هزيمة الدول الإقليمية الكبرى في معركة القصير وشعور الأصولية الشيعية بنشوة الانتصار، المتجلية في تدفق مئات المتطوعين الشيعة من العراق والرعاية الإيرانية المعلنة للحرب، فإن الهلال بصدد التحول إلى محور سياسي طموح يمتد من طهران حتى بيروت مروراً ببغداد ودمشق. ستخرج خرائط من أدراج وزارة النفط الإيرانية لمد خط أنابيب عبدان - طرطوس للنفط والغاز الإيراني، وخرائط أخرى من أضابير هيئة السكك الحديد الإيرانية لمد سكة حديد طهران - دمشق، بل حتى بيروت. لِمَ لا؟ 
فالزمان زمانهم.
ولا يوجد مقاومة فعالة لاهدافهم فالكل مشغول بالمهرجانات الغنائية والافراح والليالي الملاح
لا أبالغ، فثمة أفكار حقيقية لمشاريع مثل هذه تحدثت عنها طهران منذ أعوام ولكن لم تقدم عليها،
ولكنها ستفعل في الغالب بعدما تحسم المعركة لمصلحتها في سورية، فمن الطبيعي أن تعزز انتصارها على الأرض بربط محورها المنتصر بمنظومة سياسية واقتصادية وعسكرية واحدة. سيحقق مرشد الثورة الولي الفقيه آية الله خامنئي حلمه بالخطبة من على منبر المسجد الأموي، ليقرر مقولة غوروا لصلاح الدين الايوبي
معلناً أنه حقق الوحدة الإسلامية التي طالما وعد بها،
سينزل من المنبر في شكل استعراضي ليمسح على رأس طفل دمشقي كسير ليُظهر «تسامح القوي»، ثم يقف بجوار عدد من علماء السنّة السوريين بجباتهم وعمائمهم البيض،
فهناك دوماً رصيد من أمثال المفتي أحمد حسون جاهزون للخدمة،
وهو يحنون الروؤس اجلالا واكبار 
يضم أيديهم إلى يديه ويرفعها عالياً بينما تنهال عليهم فلاشات الكاميرات التي تسجل هذه اللحظة التاريخية. في تحقيق حلم مجوسي وهو اعادة هيكل كورش
سيعد المرشد أن تكون صلاته القادمة أو صلاة خليفته في القدس (لا بُد أن يتواضع قليلاً)، 
ولكنه لن يشير إلى الجولان، لانها خارج الخارطة المجوسية وهي بايادي الاحباب من الاسرائيليين
و كما هو يعلم أن الروس باتوا يشكلون القوة الرئيسة التي تفصل بين القوات الإسرائيلية والجانب السوري الخالي من أية قوات إلا قوات رمزية،
فمواجهة «التكفيريين» الذين ما زالوا يقومون بعمليات يائسة في المدن السورية، حتمت على الجيش السوري وقوات «حزب الله» الانتشار في المدن الكبرى والقرى السنّية في سورية ولبنان لحفظ الأمن فيهما. في عصر ذلك اليوم، سيقام احتفال كبير في قصر دمشقي رُمم حديثاً ولكن لا تزال آثار الحرب بادية عليه، لتوقيع اتفاق الدفاع المشترك يوقعها رؤساء إيران والعراق وسورية ولبنان،
بينما يقف المرشد خلفهم مبتسماً مستشعراً رهبة اللحظة،
فلعل الإمام الغائب المنتظر حاضر هناك يبارك الاتفاق.
نعود جنوباً نحو الرياض، هادئة مغبرة، ولكنها قلقة بعدما حُسمت المعركة لمصلحة بشار الأسد وحلفائه، 

والناس صدتها انفسها عن المناسف التى امتلات باللحم والمكسرات المتنوعة والتى جلبت من اقاصي البلاد شانهم شان الدول الخليجية بالعموم
اما صديقنا ملك الاردن فقد يفوز بهذه الليلة وهو على طاولة القمار في لاس فيغاس بما يسكن قلقه حتى ان لاشك ان يد المهدي عجج تلاعب بالرول الذي يقامر عليه صاحب الجلالة الهاشمي
طبعا الكل يعلم أنه انتصار إيران ومشروع الخميني القديم 
وليس انتصاراً لبشار الذي أصبح مجرد ممثل للولي الفقيه في دمشق، او حتى محافظ لمدينة دمشق يسير امورها الادارية فقط
حيث ان ممثل الحرس الثوري يقوم بالمهام عنه
اما طغمته الحاكمة فتتابع اعمالها في تهريب المخدرات والممنوعات الدولية واللادولية
وسنسمع بالشارع السوري لطمية فيها من اللعائن على رموز الاسلام مالله به عليم طبعا لن ننسى ان ه سيسكت الشبيحة من خلال اصدار بطاقات مخفضة لزيارة بيوت العفة للتمتع بالايرانيات او الروسيات او حتى الللبنانيات الجنوبيات
وكلهم على سكة
اللهم صلي على محمد وال محمد
طبعا بعض الدولسيقلقها تزايد هذا النشاط الايراني من حولها، تخشى على البحرين، الحوثيون باتوا مسيطرين بلا منازع على نصف اليمن الشمالي القديم، والجنوب اليمني الذي كان أهله حلفاء تقليديين للسعودية يتآكل تدريجاً لمصلحة إيران.
اختفت مشاريع الوحدة الخليجية، فحتى بعض دول الخليج بات حريصاً على إرضاء طهران حفظاً لما تبقى من سيادته. 
تلاشت فكرة السوق العربية المشتركة والهلال الخصيب،
وسقط معها حلم إحياء سكة حديد الحجاز التي تمتد من إسطنبول حتى مكة المكرمة عبر سورية والأردن.
حتى الأوروبيون باتوا يشترون النفط الإيراني الذي يصل إليهم عبر خط أنابيب عبدان - طرطوس،
ويدرسون مع الإيرانيين ربط شبكة الغاز الأوروبي بنظيرتها الإيرانية. نسوا عقوباتهم القديمة، فالعالم يفضل التعامل دوماً مع المنتصرين. داخلياً
، موجات هائلة من الغضب وسط الشباب الذي يشعر بأن حكومات المنطقة فشلت في التصدي للمشروع الإيراني.
يموج الشباب بحالة احتقان طائفي شديد. تزيد الطين بلة ضغوط اقتصادية. أفكار التطرف انتشرت وانشغلت الأجهزة الأمنية بتعقب أكثر من تنظيم. كابوس مخيف... أليس كذلك؟
بعد فشل كل محاولات الهائهم عن ما يحدث بواسطة المسابقات الغنائية والراقصة
عبر طرح قصص زواج الفنانين من الفنانات وطلاقهم ولاباس من اقامة مسابقات لمن هي صاحبة اكبر صدر او اصغر صدر اطول ردف او اقصر ردف وهكذا هذه اللوحة لست من باب الكوميديا ههذ لوحة اراها بام عيني والكثير معي هي لوحة واقعية وللتاكيد على هذا انظر الى الواقع العراقي الرهيب لبلد ينتج يوميا اتنين ونص ملييون برميل نفط!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

لذلك أعتقد بأن السعودية تحديداً لن تسمح بانتصار إيران في سورية. لقد كان الوجود الإيراني ثقيلاً هناك منذ أن تحالف حافظ الأسد مع الثورة الإسلامية في إيران بعد انتصارها مباشرة قبل 40 عاماً، ولكن قوة النظام السوري كانت توفر بعضاً من التوازن والاستقلالية، ولكن بعدما بات ابنه بشار يدين للإيرانيين و«حزب الله» بالفضل أنه لا يزال حياً ويحكم ولو بلداً مدمراً، بات مجرد «تابع» لطهران وليس حليفاً على قدم المساواة. ضاع كل توازن، حينها سيكون الوجود الإيراني في سورية ولبنان تهديداً صريحاً للأمن القومي السعودي والتركي أيضاً. وحتى المصري
وبالتالي، لا بد للسعودية أن تفعل شيئاً الآن، ولو وحدها، فأمنها هو الذي على المحك. سيكون من الجيد أن تنضم الولايات المتحدة إلى حلف تقوده المملكة لإسقاط بشار وإعادة سورية إلى حضنها العربي، ولكن يجب ألا يكون هذا شرطاً للتحرك. لتكن السعودية القائدة بمن حضر. لنضع جانباً كل قلق من تداعيات الربيع العربي وصعود «الإخوان» وطموح الأتراك، وليكن الهدف «إسقاط بشار» وسريعاً، فهو هدف كفيل بجمع قوى متنوعة من عشائر الأنبار إلى «حماس» إلى «إخوان» مصر وتونس ودول الخليج. حينها ستتشجع تركيا للانضمام إلى هذا الحلف، قد تتبعها فرنسا، حينها ستأتي الولايات المتحدة أو لا تأتي، لا يهم... إنها معركتنا وأمننا وليس أمنهم. 
اخيكم ابو الحسن

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق