الجمعة، 26 يوليو 2013

حتى لا ننسى المقبور حافظ اسد وحرب تشرين

حينما كان حافظ الأسد وزيراً للدفاع في يونية 1967م أبلغ القيادة المصرية العسكرية ، أن هناك حشوداً عسكرية يهودية على الحدود السورية ، وكان البلاغ كاذباً .
والتقطت القيادة السياسية المصرية الطعم واتخذت إجراءات كلها كانت في خدمة أهداف العدو ، قبل أن تتأكد من صحة الخبر الذي أشاعه النظام السوري ، وكانت نكسة يونيو 1967م .
أذاع حافظ الأسد بلاغ سقوط القنيطرة المدينة السورية عام 1967م في يد اليهود قبل أن تسقط ، وكان الجنود السوريون على مشارف طبرية ، وحينما اتصل وزير الصحة السوري عبدالرحمن الأكتع – وكان بالقرب من فيق – بحافظ الأسد ، وقال له : أنا قرب فيق والقنيطرة لم تسقط في يد اليهود ، رد عليه وزير الدفاع السوري بالشتائم الهابطة ، وعرف الناس أن بيان سقوط القنيطرة مدبّر ومخطط له . راجع : الطريق إلى بيت المقدس ، للدكتور جمال عبدالهادي ( 3 / 80 ) .
نشرت مجلة المجتمع الكويتية في العدد ( 304 ) لسنة 1396هـ ، أنه قد صدرت أوامر من وزير الدفاع السوري إلى قوات الجيش السوري بالانسحاب من الجولان قبل الهجوم اليهودي عليها ، بل إنها أخلتها من سكانها يوم 5 يونيو 1967م ، ولكن بعض العسكريين رفض ، وقاتل اليهود حتى قتل في موقعه .
والأنكى من ذلك أن مندوب سورية في الأمم المتحدة على المسلمين أُمِرَ بإعلان سقوط القنيطرة في يد اليهود قبل أن تسقط ، ولكن المندوب اليهودي كذّب ذلك ، وقال : إن شيئاً من ذلك لم يحصل !!
إذاً كيف سقطت القنيطرة درة الجولان ؟ ولماذا سقطت ؟!!
في كتاب سقوط الجولان للأستاذ خليل مصطفى – كان ضابط استخبارات في الجيش السوري ، وهو يعاني حالياً في أقبية النظام ألوان التعذيب منذ أحد عشر عاماً بعد أن تم خطفه من بيروت - .
يتحدى الأستاذ خليل مصطفى مستشهداً برأي رجال الجغرافيا وضباط الاستراتيجية العسكرية أن تقسط هضبة الجولان المنيعة بالحرب !! ويشير في القسم الثاني من الكتاب إلى أمور منها :-
1- هروب قائد الجبهة أحمد المير إلى دمشق يوم المعركة متنكراً على حمار ، متحاشياً الركوب في سيارته العسكرية لئلا يعرفه الجنود .
2- رفض رفعت الأسد وعزت جديد القيام بالهجوم المعاكس لصد العدو ، بينما ارتدا إلى القصور الآمنة في دمشق .
ويشير الكاتب إلى البيانات والتصريحات التي أطلقت قبل الحرب وخلالها .. فقبل الحرب بأسبوعين يعلن حافظ أسد وزير الدفاع : أن الوقت قد حان لخوض معركة فلسطين ، وأن القوات السورية أصبحت جاهزة ومستعدة ليس فقط لرد العدوان الإسرائيلي ، وإنما للمبادرة لعملية تحرير الذات ونسف الوجود الصهيوني من الوطن العربي . جريدة الثورة السورية يوم ( 20 / 5 / 1967م ) .
وفي نفس الوقت الذي كان وزير الدفاع يدلي فيه بهذا التصريح الخطير .. كان قد أصدر أوامره إلى محافظ القنيطرة عبد الحليم خدام بترحيل أُسر النصيريين جميعاً مع أمتعتهم إلى دمشق .
3- ثم يشير الكاتب في مكان آخر من الكتاب إلى بعض الأمور الأساسية ليثبت من ثم بالبراهين القطعية الدقيقة أن المؤامرة كانت معدة ومتفقاً عليها مسبقاً ، ويسوق الدليل تلو الدليل .. بدءاً بسحب قوات الطوارئ .. وانتهاء بالبلاغ رقم ( 66 ) الذي أعلن فيه وزير الدفاع آنذاك سقوط القنيطرة قبل سقوطها بعشرين ساعة !! ودخول اليهود إليها دون قتال .
وفي نفس الوقت طلب وزير الدفاع من الجيش الإنسحاب من الجولان ، ومن ثم لاذ الضباط وأفراد من الجيش بالفرار ، ليعلن النظام - وعلى رأسه صلاح جديد – انتصاره على اليهود طالما أن اليهود أخفقوا في إسقاط النظام !! ولاعبرة لسقوط الجبهة في نظر النصيريين طالما أنهم على رأس الحكم .. ثم ماذا ؟!!
لقد كوفئ وزير الدفاع ليصبح رئيساً للجمهورية ، بعد أن جسدت آمال اليهود في الجولان وفي فلسطين بوجود حافظ الأسد .. حافظ الأسد ..
ألقاب مملكة في غير موضعها **** كالهر يحكي انتفاخاً صولة الأسد
كيف سقطت القنيطرة ؟
بالرجوع إلى وثائق وزارة الدفاع السورية قبل حرب يونيو عام 1967م ، يقف المراقب على أمور أساسية ، هي عبارة عن إستراتيجية السقوط التي رسمها النظام الطائفي آنذاك ، منها :-
1- تسريح الضباط المسلمين الأكفاء من الجيش السوري .
2- تعيين العسكريين من صبيان الطائفية في مراكز القوى العسكرية وقيادة الجبهة المواجهة للعدو اليهودي ، مثل الدرزي سليم حاطوم ، والنصيري عزت جديد ورفعت الأسد .
3- تسليم وزارة الدفاع ومؤسساتها لغير المسلمين من أبناء الأقليات الطائفية .
حافظ الأسد .. هذا الخائن الذي قتل مروان حديد وإخوانه .. وهو الذي فتح السجون للرجال والنساء ، وفي سجن تدمر انتهكت أعراض النساء المسلمات وحملن سفاحاً من جند الأسد .. وهو الذي أصدر الأوامر بتسوية مدينة حماة بالأرض بعد تدميرها وقتل كل من فيها من المسلمين ، ومن الذي قتل بنان علي الطنطاوي وزوجها في ألمانيا ؟؟ وهو الذي فتح ذراعيه لهنري كيسنجر اليهودي الأمريكي لتوقيع اتفاقية الفصل الثانية ..
نقل صاحب كتاب سقوط الجولان قول كبير المراقبين لهيئة الأمم المتحدة على المسلمين : أن كل شبر من أرض الجولان يساوي منجماً من الذهب لكثرة ما يغل من حبوب .. وأما المراقبون العسكريون فهم يرون في جبهة الجولان المنيعة تسعة خطوط .. ومع ذلك سقطت بسبب الخائن ..
ولا ينسى الناس تاريخ حزب البعث العربي الاشتراكي .. لقد كان أول حزب يفاوض اليهود عام 1958م .. ومن بعد منعوا الفدائيين من المورر من حدودهم إلى فلسطين المحتلة .. انظر : أمل والمخيمات الفلسطينية ( وجاء دور المجوس الجزء الثاني ) لعبد الله محمد الغريب ( ص 249 ) .
ذبح أهل السنة من الفلسطينيين واللبنانيين في تل الزعتر عام 1976م
لما بدأت الحرب الأهلية في لبنان في 13 / 4 / 1975م واستطاعت القوات الفلسطينية بالتعاون مع القوات الوطنية اللبنانية دحر الكتائبيين وحلفائهم من الموارنة ، وألحقوا بهم شر هزيمة ، وأطبقت القوات الفلسطينية وجيش لبنان العربي على معظم لبنان ، دخلت القوات السورية وقوامها 30 ألف جندي لبنان في 5/6/1976م وخاضت معارك طاحنة مع القوات المشتركة .
واقتحم البعث السوري لبنان ؛ لكي يبقي على امتيازات المارون التي حرمت مسلمي لبنان من حقوقهم المشروعة في قمة السلطة ، وفي مناصب الجيش والتمثيل النيابي وغير ذلك .
اقتحم البعث السوري لبنان لكي يضرب الوجود الفلسطيني ، ويؤدي المهمة التي عجر عنها فرنجيه والجميّل وشمعون واليهود .
وبعد تدخل النظام السوري بساعات أعلن رئيس وزراء العدو اليهودي إسحاق رابين عن ارتياحه العميق لخطوة النظام السوري ، وقال : إن إسرائيل لا تجد سبباً يدعوها لمنع البعث السوري من التوغل في لبنان ، فهذا الجيش يهاجم الفلسطينيين ، وتدخلنا عندئذ سيكون بمثابة تقديم المساعدة للفلسطينيين ، ويجب علينا ألا نزعج القوات السورية أثناء قتلها للفلسطينيين ، فهي تقوم بمهمة لا تخفى نتائجها الحقة بالنسبة لنا .
أعلن الاتحاد السوفيتي وفرنسا عن ترحيبهما بالتدخل السوري في لبنان ، كما أن الأنظمة العربية الحانقة أيدت التدخل السوري بسكوتها عن النظام السوري ، وهو يضرب مسلمي لبنان والمقاومة الفلسطينية .
وخاضت القوات السورية معارك طاحنة مع القوات المشتركة .. حتى بلغ عدد القتلى منذ بدء الحرب حتى يوليو 1976م خمسون ألف قتيل ..
وقد كان هناك تنسيق بين قوات الكتائب وحلفائها وبين الجيش النصيري والقوات الإسرائيلية ( بمباركة وزير الدفاع اليهودي بيريز ) ..
بدأ حصار القوات المارونية لتل الزعتر في أواخر حزيران ، وسقط المخيم في 14/8/1976م بعد حصار دام أكثر من شهر و نصف ، وبعد منع رجال المنظمة الصليب الأحمر من دخول المخيم .
انطلق الصليبيون الموارنة داخل المخيم كالوحوش الكاسرة ، وراحوا يذبحون الأطفال والشيوخ ، ويبقرون بطون الحوامل ، ويهتكون أعراض الحرائر ، وظهرت صروهم على شاشة التلقاز في معظم بلدان العالم ، وهم يشربون كؤوس الخمر احتفالاً بالنصر على الفلسطينيين المسلمين ، وكانوا يعلقون صلبانهم في أعناقهم .
وتحت عنوان ( أحداث لبنان ) نشرت جريدة المجتمع الكويتية في عددها ( 308 ) مقالاً يكشف حجم المؤامرة على الفلسطينيين المسلمين التي نفذها رجال الكتائب والنصيريين السوريين تحت سمع وبصر الحكام والشعوب العربية وجامعة الدول العربية : ( قام الكتائبيون وحلفاؤهم بخطف مائة طفل وامرأة من تل الزعتر وأعدموهم بطريقة بربرية ، إذ أطلقت عليهم نيران الرشاشات عشوائياً بعد تجميعهم قرب مناطق تل الزعتر .. وفي جسر الباشا هتكت علوج الروم أعراض المسلمات ، وفعلوا أشنع من ذلك في مذبحة الكرنتينا ، حيث هدموا البيوت وأبادوا الأطفال ، وسلبوا الأموال واعتدوا على حرائر المسلمات ، ووما نقله القادمون من بيروت أن الأوغاد كانوا إذا اعتدوا على كرامة الأبكار من الفتيات ، تركوهن يعدن إلى أهلهن عاريات كيوم ولدتهن أمهاتهن ) .
فماذا فعلت الأنظمة العربية بعد هذه المذبحة الرهيبة ؟!!
عقدت مؤتمر قمة عربية ، وتم الاتفاق على إيجاد ما يسمى بالردع العربي في لبنان ، وكان في حقيقتها غطاء للوجود النصيري ، فالقوات السورية الكبيرة استمرت في احتلال وقهر أهل السنة في لبنان ، وأضاف العرب إليها بضع مئات غير السوريين ، وقد تم انساحبهم من لبنان بعد وقت قصير ..
وثمة شيء أكثر غرابة من ذلك ، لقد تعهدت الأنظمة العربية بمساعدات ضخمة تقدمها لسورية النصيرية ، كما تعهدت الأنظمة العربية بتغطية نفقات القوات السورية العاملة في لبنان ..
أليست هذه مكافأة لنظام أسد على جرائمه التي ارتكبها ضد المسلمين ؟!!
حقاً إنها مأساة .. طلب الفلسطينيون المحاصرون في لبنان فتوى من علماء المسلمين تبيح لهم أكل جثث الموتى حتى لا يموتوا جوعاً ..
ولدي من زمنٍ يسكنني .. وأنا من زمن أسكنه .. والآن تكفنه عيني .. فدعوني آكل من إبني .. كي أنقذ عمري .. ماذا آكل من إبني ؟!! من أين سأبدأ ؟!
لن أقرب أبداً من عينيه .. عيناه الحد الفاصل .. بين زمان يعرفني .. وزمان آخر ينكرني ..
لن أقرب أبداً من قدميه .. قدماه نهاية ترحالي .. في وطن عشت أطارده .. وزمان عاش يطاردني ..
ماذا آكل من إبني ؟! يا زمن العار .. تبيع الأرض ، تبيع العرض .. وتسجد جهراً للدولار ..
لن آكل شيئاً من إبني يا زمن العار .. سأظل أقاوم هذا العفن .. لآخر نبض في عمري .. سأموت الآن .. لينبت مليون وليد .. وسط الأكفان على قبري .. وسأرسم في كل صباح .. وطناً مذبوحاً في صدري ..
أليس من المؤسف بعد هذا كله أن يقبل مؤيدوا منظمة التحرير رأي قيادتهم في إعادة التعاون مع النظام النصيري السوري ، بل عاد هؤلاء يغنون لأبي سليمان حافظ الأسد في أفراحهم ..
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : النصيرية أكفر من اليهود والنصارى والمشركين ، وضرهم على أمة محمد صلى الله عليه وسلم أعظم من ضرر الكفار المحاربين مثل كفار التتار والفرنجة ، فإن هؤلاء يتظاهرون عند جهال المسلمين بالتشيع وموالاة أهل البيت ، وهم في الحقيقة لا يؤمنون بالله ولا برسوله ولابكتابه ، ولا بأمر ولا نهي ولا بثواب ولابعقاب ولاجنة ولانار .. والنصيرية ملاحدة لا دين لهم ، ولهم في معاداة الإسلام وأهله وقائع مشهورة ، وكتب مصنفة ، فإذا كانت لهم مُكنة سفكوا دماء المسلمين ..
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق