السبت، 6 يوليو 2013

زعيم الديكتاتوريين العرب ومدرسته التى ساروا على منهاجها

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، ثم أما بعد :-
متابعة  لما مر معنا  عن الطاغية الديكتاتور الذي باع فلسطين وافصل السودان عن الحبيبة مصر فاني اكتب هذه السطور ارضاء لله فقط

  ما هي مفاصل حياة هذا الديكتاتور
   تربى وهو ابن ثمان سنوات في حارة اليهود بالقاهرة حتى وصل إلى رتبة ملازم أول بالجيش المصري ،
 وفي ضوء هذه الفترة حاولوا تفسير علاقته بإيجال آلون وإيجال يادين أثناء حرب 1948م في فلسطين من خلال هذه المعلومة .!!!.

ذكر بعض الكتاب وجود دلائل حول مدى نسبة عبد الناصر لليهود  وهذا لا يعلمه الا الله
؛ إذ لما بلغ من العمر ثماني سنوات أرسله والده إلى القاهرة لاستكمال دراسته ،
 فكان يقطن مع إحدى قريبات والدته في حي اليهود في منطقة الموسكي ( 5 شارع خميس العدسي ) .
 انظر : لعبة الأمم وعبدالناصر لمحمد الطويل ( ص 48) .

وذكر الدكتور علي شلش في كتابه تاريخ اليهود والماسونية في مصر ( ص 163 ) : أن سيدة يهودية تدعى مدام يعقوب فرج شمويل ، كان عبد الناصر يدين لها بالفضل ؛ لأنها هي التي رعته في طفولته وبعد وفاة أمه ، وكانت تعامله كأحد أبنائها ..

وذكر حسن التهامي : أن هذه السيدة قريبة والدته .. فإذا كانت قريبة والدته يهودية فتكون والدته كذلك ، ثم لماذا اختار أبوه سيدة يهودية لرعايته قريبة كانت أو بعيدة ؟ ولماذا حارة اليهود شبه المغلقة على اليهود وقتها ؟ وهل ضاقت القاهرة كلها إلا من حارة اليهود ؟ .. وقد استمر عبد الناصر في حارة اليهود حتى رتبة الملازم أول وعمره 24 عاماً ..

يقول اللواء محمد نجيب للواء عبدالمنعم عبدالرؤوف عام 1979م : عبدالناصر أصله يهودي من يهود الشرق الذين جاؤوا من اليمن . انظر : مذكرات عبدالمنعم عبدالرؤوف ( ص 75 ) .

ويقول جلال كشك : أعترف أن مثل هذه النصوص التي يقدمها هيكل – يقصد ما ذكره محمد حسنين هيكل في كتابه ملفات السويس – تجعل التفسير القائل بيهودية عبدالناصر يلح إلحاحاً لا يمكن مقاومته . انظر : ثورة يوليو الأمريكية ( ص 557 ) .

وحينما كان الصاغ جمال عبد الناصر رئيس أركان حرب الكتيبة السادسة مشاة
  ضمن القوات المحاصرة في بلدة عراق المنشية قطاع الفالوجا ، كان يتحدث عبر خطوط الجبهة مع اليهود المحاصرين للفالوجا ( ليست في العراق فالمدينة التى بالعراق اسمها الفلوجة ام هذه فهي الفالوجه)
، وأنه كان يتلقى هدايا البرتقال والشيكولاتة من إيجال يادين الذي كان رئيساً لأركان حرب جنوب فلسطين ، وقد اعترف بذلك إيجال يادين حينما كان نائباً لرئيس وزراء اليهود على مائدة المفاوضات أثناء زيارة السادات للقدس عام 1977م .
وأثناء احتدام المعارك في حرب 1948م وقبل الاتفاق على الهدنة تمت لقاءات أولية بين إيجال آلون وضابط إسرائيلي آخر هو بروحام كوهين وبين الصاغ جمال عبد الناصر الذي كان حينذاك ضابطاً للعمليات في الكتيبة السادسة التابعة لسلاح المشاة المصري والتي كانت محاصرة في الفالوجا ، وكان عبدالناصر يتزعم في ذلك الوقت حركة الضباط الأحرار السرية ، وكان آلون قائداً للجبهة الجنوبية ،
 وتعددت لقاءات بروحام كوهين بجمال عبد الناصر حتى وصلت خمسة عشر لقاء ، وكان اللقاء الخامس عشر حينما جاء عبد الناصر إلى منطقة الفالوجا لتحديد موقع جثث القتلى اليهود في معارك 1948م ، وكان يرافقه في هذه المهمة حسن صبري الخولي الذي عينه فيما بعد ممثلاً شخصياً له ، وكان هذا اللقاء يجري تحت مظلة جماعة الكوكيرز الأمريكية ،
 ويردف صاحب كتاب لعبة الأمم وعبد الناصر إن الطريقة التي عرضت بها مبادرة السلام المصرية في القدس يرجع الفضل فيها لاتصالات جمال عبد الناصر عام 1949م هذه ، والتي أجراها تحت ظل الأعمال الإنسانية والبحث عن جثث القتلى اليهود في حرب 1948م ، أي أن البعض يرجع مبادرة السلام للسادات لخط سياسي في حياة عبد الناصر ، وقد بدأه وسعى فيه للسلام مع إسرائيل عام 1949م . انظر : لعبة الأمم وعبد الناصر ( ص 44 – 48 ) .
كما أن زملاء عبدالناصر في الكتيبة السادسة ذكروا احتمال نجاح إسرائيل في تجنيد عبدالناصر لحسابها بواسطة إيجال آلون ، وأنه كان يحمل مشاعر الحب لليهود منذ صباه ، وارتبط بصداقات مع الفتيان اليهود بالحارة رفاق عمره . انظر : جريدة الشرق الأوسط ( 13 / 6 / 1987م ) .
وكان عبد الناصر عضواً بالتنظيم الشيوعي ( حدتو ) الذي يرأسه اليهودي هنري كورييل وضمن أعضائه ماري روزنيئال ومارسيل ليون وإيلي شوارتز صهر موشيه دايان قائد جيش إسرائيل في حرب 1967م .. واستمرت صلة عبدالناصر باليهود حتى وفاته ، ولم تنقطع أبداً !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!


ملامح رئيسية في شخصية الرجل الصنم ..

هذا الطاغية لم يكن ولاؤه لله ولرسوله يوماً من الأيام ..  فكان يعدم البررة من المجاهدين الذين قاتلوا في فلسطين وخاضوا المعارك ضد الإنجليز ؟!! 
 لأجل من يعدم الداعية الإسلامي سيد قطب .. وفي أي وقت يصدر حكم الإعدام .. أثناء زيارته للاتحاد السوفيتي ..!
 وماذا أفاده تعاونه مع الملاحدة السوفيت ثاني دولة اعترفت بإسرائيل ،
 لأجل من يقرب الملاحدة ..
يقول السادات عن محمد حسنين هيكل صديق عبدالناصر الوفي : إنه إنسان مادي وملحد وهو لا ينكر ذلك ويعتقد أن هذه ثقافة ..
يذكر صاحب كتاب : لعبة الأمم وعبدالناصر : أنه قد اطلع على جميع خطب عبدالناصر حيث لم يبدأها باسم الله كما كان يبدأها السادات ..
يقول الكاتب : من الذي كان يكتب خطب عبدالناصر ؟
إنه محمد حسنين هيكل .. والذي كان قد ذكر في كتابه الطريق إلى رمضان والذي نشر باللغة الإنجليزية .
. ففي هذه الطبعة أن عبدالناصر لا يؤمن باليوم الآخر ..
ويذكر صاحب كتاب لعبة الأمم وعبدالناصر في كتابه ( ص 371 – 372 ) حواراً جرى بين عبدالناصر وحسن التهامي يكشف عن شخصية هذا الرجل .. طلب حسن التهامي من عبدالناصر : لعلنا نفعل شيئاً للإسلام والمسلمين ..
 فقال عبدالناصر و بالنص : ( إسلام لا .. ولكن المسلمين الفقراء نعم ) ..
 ومرة أخرى يستهزئ الصنم بالله سبحانه وتعالى حين يقول لحسن التهامي : ( إنت عامل نفسك زي اللي بتقولي عليه معرفش إيه من لا ينسى ) ..
 يقول التهامي فلم أصدق ما سمعت وقلت أستغفر الله .. لا حول ولا قوة إلا بالله .. أنت تقصد الحق جل جلاله ، جل من لا يسهو .. فأعاد قوله : ( أنا عارف بتاعكم اللي بتقولوا عليه معرفش إيه من لا يسهو ، ومن لا يخطئ ، وإنت عامل نفسك زيّهْ ، فقلت – والكلام للتهامي - : أستغفر الله لاحول ولا قوة إلا بالله ، جل جلال الله ، جل من لا يسهو ، لاحول ولا قوة إلا بالله ، جل جلال الله ، جل من لا يسهو ، لاحول ولا قوة إلا بالله ، وقلت في نفسي ولاتكاد عيناي تطيقان النظر إليه أو تراه : يا الله أهذا الذي وليته علينا ؟ أهذا الذي كنا نأمل فيه خيراً .

وينقل صاحب كتاب الصامتون يتكلمون ( ص 82 ) عن كمال الدين حسين :
إن أهداف تنظيم الضباط الأحرار كانت العمل على تطبيق الإسلام ،
 ولا نعلم له هدفاً غير ذلك ،
 ويقول في خطابه الذي دونه لعبدالحكيم عامر : إن حركة الضباط الأحرار منذ دخولها سنة 1944م لا يعرف لها هدف سوى الحكم بكتاب الله ، وأنهم جميعاً : عبدالناصر !!!!!!!!
وعبدالحكيم عامر !!!!!!!!
وعبدالمنعم عبدالرؤوف قد بايعوا محمود لبيب والمرشد والسندي ،
وأن الحركة قد انتكست عندما أضاف إليها عبدالناصر ضباطاً من غرز الحشيش والخمارات من سنة 1948م .

وكما وأن جمال عبدالناصر كان يجمع هذا الغثاء في جلسات لتحضير الأرواح !!!!
انظر : موجز تاريخ الحقبة العلمانية في مصر لأسامة حميد ( ص 121 ) .

ولقد تنصل عبدالناصر من اتفاقه مع الإخوان على إقامة شرع الله !!
 فبعد خمسة أيام من نجاح الانقلاب في أول لقاء مع مرشد الإخوان حسن الهضيبي كما يروي صالح أبو رفيق : وعندما وصلنا .. ودخل عبدالناصر وصافح المرشد فوجئت به يقول للمرشد : قد يقال لك إن إحنا اتفقنا على شيء .. احنا لم نتفق على شيء ، وكانت مفاجأة .. فقد كان اتفاقاً على أن تكون الحركة إسلامية ولإقامة شرع الله .. انظر : الإخوان المسلمون أحداث صنعت التاريخ ( 3/ 25 ) .

لقد تجاهل قادة هذه الثورة منذ اللحظة الأولى قضية فلسطين ، فهي لم تكن داخلة في برنامجهم .. لقد كان يواكب التصريحات العنترية اتصالات سرية بين بعض قادة الثورة وبين اليهود ، أي أن تحقيق السلام بين العالم العربي واليهود خط ثابت في تصور قادة الثورة ( محمد نجيب وعبدالناصر ) منذ اللحظة الأولى ..

وقال صاحب كتاب لعبة الأمم وعبدالناصر ( ص 624 ) : إن مجلس الثورة قد أجرى اتصالاً في الأيام الأولى ( سبتمبر 1952م ) يؤكد أن النظام الحاضر ليس له نوايا عدوانية ضد إسرائيل . !!!!!!!!!!!!!!!!!!!

ونقل الكاتب ( ص 626 ) نقلاً عن برقية لسفير أمريكا في مصر كافري ( 11 / 12 / 1954م ) أن مصر قد تعبر الحدود في محاولة عقد صلح شامل مقبول للعرب ، ولكنها لن تحاول ذلك في وجه معارضة عربية .

بل إن سجلات النظام العسكري ليست فيها غارة واحدة شُنت على إسرائيل في عهد عبدالناصر من 1952 إلى 1967م ،!!!!!!
 بل إنه لم يرد على الغارة اليهودية على غزة ( خان يونس ) ومواقع أخرى في 28 فبر--- 1955م ،!!!!!!
 حيث قتل اليهود 35 جندياً داخل معسكر الجيش المصري وخمسة عشر جريحاً ، وكذلك احتلال القوات اليهودية لمنطقة العوجة المنزوعة السلاح في 20 سبتمبر 1955م ، والمتحكمة في عدة طرق وكلها تؤدي إلى داخل الأراضي المصرية .

لما جاء تنظيم هيئة التحرير الذي أنشأته الثورة في 15 ين--- 1953م تنظيم سياسي ، جاء برنامجها خالياً من أي إشارة إلى فلسطين .. والثورة التي جاءت إلى الحكم بحجة الهزيمة في حرب فلسطين ، لا يمكن أن تسقط من برنامجها سهواً قضية فلسطين !!!

لقد تبين أن هؤلاء القادة الذين زعموا أن الثورة ولدت في نفوسهم خلال حرب فلطسين ، هم أقل فئة من المصريين اهتماماً بفلسطين أو عداوة إسرائيل .. فهم ألغوا قرار حكومة الوفد بمنع مرور البضائع من وإلى إسرائيل عبر قناة السويس ..

نعم هذا هو بطل القومية العربية الذي يتغنى به القومجيون الى الان
فخطوته على طريق الجريمة 
أولاً: جريمة الغدر باللواء محمد نجيب
ثانيًا: جريمة فصل مصر عن السودان
ثالثًا: جريمة شنق المفكر المصري والعربي والإسلامي سيد قطب
رابعًا: جرائم ملاحقة ومطاردة وإبادة المعارضين وهذه الظاهرة لم كن معروفة قبل هذا الديكتاتور الى ان اصبحت سنة من بعده
خامسا الكذب على عباد الله لتجييش الشارع تحت شعارات غريبة عجيبة مالبست الا ان اسقطتها حرب الايام الخمسة كمثال مواويل الوحدة العربية التي لم تتحقق! ورمي إسرائيل ومَن وراءها في البحر ولم يحدث! وارفع رأسك يا أخي فقد مضى عهد الاستعمار!! ومن تجرأ على رفع رأسه قطعوها له!
سادسًا: جريمة تدمير الاقتصاد المصري الذي استلمه:
رغم أن العهد الناصري قد جنّد كافة قدراته في تشويه العهد الملكي السابق، فلم يستطع ناصر وبجميع أنظمة حكمه؛ أن يزيف التاريخ أو أن يمحو معالمه، في استلام ناصر لمصر وهي في أزهى عصورها الاقتصادية والحضارية؛ حيث كان الجنيه المصري يعادل ثمانية جنيهات إسترليني، وكان القطن المصري العالمي يُسمّى بالذهب الأبيض، ذلك الطمي والقطن المصري الذي تم شنقهما وإعدامهما بالسد العالي، الذي كان من الأفضل بناؤه عند منخفض القطارة، كما أثبتت كافة البحوث العلمية بعد ذلك؛ ليتم تدمير القطن المصري والزراعة المصرية عصب الاقتصاد المصري؛ لكي يتم تسليم حكم مصر واقتصاد مصر مدينًا وفي أسوأ حالاته.

تاسعًا: جرائم تدخلات ناصر في الشئون الداخلية للشعوب والحكومات العربية:
وقد كان ذلك بإشاعة مزاعم التحرر والحرية في الوطن العربي! فما ذنب شعب ليبيا مثلاً أن يُزاح ملكه العادل السنوسي، وأن يُنصَّب معمر اللقيط الصهيوني بدلاً منه!! ليذيق شعب ليبيا الهوان والأمرَّيْن؛ لمجرد تحويل الحكم إلى جمهورية مساندة فاشلة!


ولابد من وقفة مع حرب النكبة




استفاد اليهود من حرب يونيو 67 استفادة كبيرة جدًّا على يد جمال عبد الناصر، وفي مجالات شتى مما لم يكن يخطر لهم على بال، سواء في حينها أو بعدها وحتى الآن. ونبين هنا أن الإجراءات التي اتبعت في حرب يونيو 67 متماثلة مع الإجراءات المتبعة في حرب 1956 مع خلاف بسيط؛ مما يجعل المرء يعتقد أن من وراء ذلك سوء قصد، وتعمُّد الوصول للنتائج التي أدت إلى الهزيمة المخزية والمزرية، ومن ذلك:
1- علم عبد الناصر المسبق بوقوع الحرب:
ثبت أن عبد الناصر كان على دراية سابقة بوقوع الحرب، وسنتكلم هنا بإيجاز عن ذلك، ثم دوره -بناءً على هذا العلم- في هذه الحرب، التي كان عند عبد الناصر معلومات كثيرة أكيدة ودقيقة عن قرب وقوع العدوان، وبصورة أوضح بكثير من حرب 1956م، نسوق منها:
- وصول معلومات وتفصيلات عن استعداد إسرائيل العسكري للحرب، وتحديد 5 يونيو للهجوم على مصر، وذلك عن طريق مندوب المخابرات المصرية المزروع في إسرائيل والمسمَّى "رأفت الهجان"(1).
- إعطاء كولونيل فرنسي تفاصيل خطة الهجوم على مصر وساعة وتاريخ الهجوم على مصر للمفوض المصري بباريس "عز الدين شرف"، الذي سافر للقاهرة لإبلاغ شقيقه "سامي شرف" مدير مكتب الرئيس، والذي قام بدوره بإبلاغ عبد الناصر بذلك في نفس اليوم.
- جاء على لسان الفريق أول محمد أحمد صادق، مدير المخابرات الحربية عام 1967م أنه في أحد الاجتماعات العسكرية التي عقدت برئاسة عبد الناصر يوم 2 يونيو 1967م، أعلن فيه أن معلوماته التي حصل عليها شخصيًّا من مصادر دولية كبيرة كالهند تؤكد هجوم إسرائيل يوم 4 أو 5 يونيو.. وتقرير المخابرات بصوت مسموع: "إن إسرائيل ستهجم يوم 5 يونيو"(2).
وقال: "إن علينا ألاّ نبدأ بالهجوم، ونتلقى الضربة الأولى، وأن روسيا أكدت أن خسائرنا لن تزيد على 15 في المائة"(3).
هذه المعلومات وغيرها وصلت إلى علم عبد الناصر، ويؤكد ذلك قوله في خطاب 23 يوليو 1967م والذي أشار فيه إلى اجتماعه بالقادة العسكريين الكبار بمبنى القيادة العامة للقوات المسلحة، حيث قال: "... وقلت في هذا الاجتماع يوم 2 يونيو إنه لا بد لنا أن نتوقع ضربة من العدو في خلال 48 ساعة إلى 72 ساعة لا تتأخر عنها أبدًا على أساس ما كانت تشير دلائل الحوادث والتطورات، وقلت أيضًا في هذا الاجتماع: إنني أتوقع أن يكون العدوان في الاثنين 5 يونيو، وأن الضربة الأولى ستوجه إلى قواتنا الجوية..."، وحدث ما تم ذكره تمامًا من ضرب القوات الجوية في التاريخ المذكور.
2- استجابة عبد الناصر لنداء روسيا وأمريكا وانتظار الضربة الأولى:
في حرب يونيو 1967 طلبت كل من الاتحاد السوفيتي، والولايات المتحدة الأمريكية من عبد الناصر ضبط النفس وعدم المبادأة بالعدوان، وقد استجاب عبد الناصر لذلك رغم علمه بتوقع الحرب -كما سبق القول- وانتظر الضربة الأولى، حتى وقعت دون أن يكون هناك أدنى استعداد من جهته لذلك.
يقول في المؤتمر الصحفي يوم 28 مايو عام 1967م: "مستنيين (منتظرين) تاركين المبادأة لهم".
ولا يفوت عبد الناصر أن ذلك خطة السياسة العسكرية الإسرائيلية أن تكون هي دائمًا البادئة بالعدوان؛ نظرًا لوضعها وحجمها، إذ "إنّ فرصة إسرائيل الوحيدة في التغلب على خصمها الذي يفوقها في العدد والعُدَّة تكمن في أن تكون البادئة بالهجوم"(4).
وأكد عبد الناصر في اجتماع القادة يوم 2 يونيو 1967م أن الوضع سيُحلّ سلميًّا عن طريق أمريكا وروسيا، وسيرسل زكريا محيي الدين إلى الولايات المتحدة لذلك.
- ويقول محمد حسنين هيكل في مقاله: "بصراحة، إن المواجهة المسلحة مع إسرائيل أصبحت واقعة لا محالة، ولكننا سننتظر الضربة الأولى منها، ونرد عليها بضربة ردع حاسمة"(5).
3- الإجراءات العسكرية في المعركة:
أهم ما نلاحظه في سير هذه المعركة هو أمر عبد الناصر بتخفيض حمولة الطائرات من الذخيرة بنسبة 25 في المائة، والسماح لإجازات الطيارين بنسبة 15 في المائة، على أن تنفذ هذه التعليمات اعتبارًا من يوم 5 يونيو 1967م!
وزاد من بلية الأمر وغرابته ووضع علامة استفهام كبيرة على تصرف عبد الناصر هذا بالذات هو إصداره أمرًا للمشير عبد الحكيم عامر ومعه طائرتان تحملان طاقم القيادة العسكرية بالكامل بالتوجه إلى سيناء، وإعطاء أوامر للدفاع الجوي بمنع التعرض لأي هدف طائر على مستوى الجمهورية من الساعة الخامسة من صباح 5 يونيو، رغم اعترافه وعلمه السابق الإشارة إليه بأن الطيران الإسرائيلي سيبدأ الهجوم بين الساعة السابعة والساعة الثامنة من صباح يوم 5 يونيو 1967م.
- وبدأ الهجوم صباح هذا اليوم والطيران الإسرائيلي يسبح في سماء الأجواء المصرية بطلاقة وحرية، دون أن تتعرض له الصواريخ أو المدفعية المضادة للطائرات؛ تنفيذًا للتعليمات الصادرة في اليوم السابق للعدوان.
وقصفت الطائرات الإسرائيلية المطارات المصرية، والطائرات رابضة في ممراتها وفي خلال ساعات دمرت هذه المطارات بنسبة 80 في المائة.
فالأمر في الاستعداد لمعركة 1967م في منتهى الغرابة، وفي غاية الدهشة والفوضى والتسيب!!
- يقول الفريق أول "محمد أحمد صادق" مدير المخابرات الحربية عام 1967م: "جريمة كبرى ولا يمكن أن أصفها بأقل من ذلك، تلك التي ارتكبوها في حق الشعب المصري وهم ينفذون مشروع التعبئة العامة لمعركة 5 يونيو 1967م، عندما قاموا بكل الهزل والاستخفاف بإرسال تشكيلات قوات الاحتياط بملابسهم المدنية إلى مسرح القتال ودون أسلحة أو أغذية أو أدوية! بل بدون توفير مياه الشرب لهذه القوات، أرسلوا مئات الدبابات دون وقود، ودون إبر ضرب النار إلى سيناء وأطقم دبابات "ث 34" يرسلونها إلى دبابات "ت 54" ودبابات جديدة خرجت من المخابرات(6) بشحومها وبدون بطاريات أو ذخيرة، وبينها دبابات شيرمان الغربية التي حصلت عليها مصر سرًّا قبل الحرب بفترة قصيرة، تشكيلات برية دفعوا بها إلى سيناء، دون أن يكون لدى قادتها خرائط بمواقعهم، أو أوامر بواجباتهم القتالية..
كما شحنوا إلى الجبهة بوحدات الحرس الوطني دون مهام لها، فتحولوا إلى عبء خطير إداريًّا وقياديًّا وإنسانيًّا، ولم يرسلوا إليهم بكميات من الأغذية تكفي أسبوعًا ولا حتى يومًا واحدًا ولا بمياه شرب وبالدواء تحسبًا للأمراض المفاجئة، أعادوا قادة من الجبهة دفعوا بدلاً منهم آخرين على مستوى التشكيلات الكبيرة والصغيرة كذلك، دون أن يكون لهؤلاء القادة الجدد أدنى فكرة عن تنظيم التشكيلات التي سيتولون قيادتها، واستمر ذلك حتى نهار 4 يونيو، وظلت مستودعات الذخيرة والبترول واحتياطات الغذاء الجافة متناثرة في جبهة سيناء كما تستلزم حالة السلم دون نقلها إلى مستودعات أخرى؛ خشية التدمير أو السقوط في أيدي العدو الذي استخدمها وهو يزحف متقدمًا نحو الضفة الشرقية للقناة، وبين هذه المستودعات مخازن الذخيرة"(7).
4- انسحاب يونيو 1967:
أصدر جمال عبد الناصر الأوامر بالانسحاب الفوضوي غير المدروس، وبدون خطة؛ مما أربك القوات المصرية في صحراء سيناء المكشوفة، وأصبحت هدفًا سهلاً للطيران الإسرائيلي؛ مما عرضها للإبادة، وتركها الأسلحة والمعدات والعربات ثم ملاذها بالفرار في اتجاه القناة والنجاة بنفسها.
- نتائج الحرب:
في حرب 1967م احتلت إسرائيل سيناء بأكملها حتى قناة السويس، هذا بخلاف مرتفعات الجولان والقدس والضفة الغربية، فإلى جانب الخسائر الباهظة في الحرب من ألوف القتلى والجرحى والأسرى، ومئات الملايين ثمن المعدات والأسلحة المختلفة، والتجهيزات العسكرية والمدنية؛ مما كان له عظيم الأثر على اقتصاد مصر، فأدى بها إلى الخراب الذي وقع بها، فعانت ويلاته، ولا تزال تعانيه حتى الآن(8)
 
 
1- الشرق الأوسط في 17/7/1986م.
2- الشرق الأوسط في 9/6/1987م.
3- جريدة الوفد في 24 شوال 1407هـ الموافق 30 يونيو 1987م.
4- الموساد - جهاز المخابرات الإسرائيلية السري ص106.
5- الأهرام في 26 مايو 1967م.
6- التي هو مديرها.
7- الشرق الأوسط في 9/6/1987م.
8- انظر كتاب وزارة المالية - اللجنة العامة لتعويضات الحرب - ملف 1/100.
المصدر: كتاب (عبد الناصر وعلاقاته الخفية)، تأليف الأستاذ أحمد عبد المجيد، دار الزهراء للإعلام العربي، الطبعة الأولى، 1415هـ.
اخيكم د\ ابو الحسن
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق