الثلاثاء، 30 يوليو 2013

قراءة سريعة في نشاءة النصيرية

لمحة تاريخية عن نشأة المذهب النصيري ومؤسسيه

لقد اتخذ محمد بن نصير مدينة سامراء مقراً له إلى أن هلك 262هـ, وكان محمد بن نصير البصري النميري باباً للإمام الحسن العسكري وبعد وفاة الإمام العسكري ووفاة أو غيبة ابنه محمد –حسب اعتقادهم- استقل ابن نصير بزعامة الطائفة وادّعى لنفسه الخصائص التي كانت للأئمة من أهل البيت فجمع بذلك الباب والإمامة, وبعد وفاة ابن نصير تولى الزعامة من بعده محمد بن جندب, ومن بعده أبو محمد عبد الله بن محمد الجنان الجنبلاوي الفارسي نسبة إلى جنبلان في العراق العجمي وكان عالماً بالفلسفة والنجوم والتصوف وبقية علوم عصره. وقد أحدث النصيريون طريقة خاصة بهم نسبوها للجنبلاوي سموها الطريقة الجنبلانية وكا الجنبلاوي معاصراً للجنيد بن محمد بن حبيب الخراز البغدادي الصوفي, سافر الجنبلاوي إلى مصر وتعرف فيها بالحسين بن حمدان الخصيبي المصري وضمه إلى طريقته واصطحبه معه إلى جنبلان حيث صاحبه بقية حياته, واستلم رئاسة الطائفة من بعده, ثم رحل الخصيبي إلى بغداد حيث قام بمعظم أعماله الدينية وألف كتاباً أسماه –زست باش- أهداه إلى تلميذه عضد الدولة ابن بويه ويعرف عند النصيريين باسم الرسالة الرستباشية ومعناه الطريق إلى الاستقامة. وفي بغداد نظم الخصيبي طريقته الجنبلانية ومذهبه النصيري وعين وكلاء عنه لقيادة الطريقة والمذهب, ثم سافر إلى خراسان وبلاد الديلم ومضارب بني ربيعة وتغلب لنشر أفكاره وجمع الأنصار حوله. ثم ازدادت جذور التصوف عمقاً عند المنتجب العاني والمكزون السنجاري وغيرهم من زعماء النصيرية.
لقد تمكن البويهيون من التسلط على مركز الخلافة العباسية سنة 334 هـ وكانوا كسائر المواطنين الفرس والديلم يعتنقون المذهب الزيدي إلا أنهم لأسباب سياسية أعلنوا المذهب الشيعي الاثنى عشري مذهباً رسمياً للدولة, وقد رافق هذا الحدث تحول فكري أدى إلى التواصل والتفاعل بين التشيع والاعتزال بلغ غايته في وزارة الصاحب بن عباد الذي ورث الاعتزال من والده, فنتج عن ذلك نشاط علمي قام به صفوة علماء الاثنى عشرية أمثال ابن بابويه القمي والشيخ المفيد والشريف الرضي والمرتضى علم المهدي لتحديد معالم المذهب ورفع الاشتباه بينهم وبين المذاهب المتداخلة معه. بعد هذا التطور السياسي وافكري اضطرت الجماعات الغالية التي كانت تدعي التشيع زوراً وبهتاناً إلى الانتقال إلى بلاد الشام, علها تبعد عن رقابة فقهاء الإمامية, وخاصة بعد أن فقدت وزيرها اين الفرات الذي عرف بنزعته الباطنية وبانتمائه للقرامطة, والتي سوغت له ادعاء الوحي والنبوة كما ورد في صفحة 313 من كتاب الوزراء للصابي, دخل الخصيبي دمشق فلم يرتح لها ولم يجد فيها مبتغاه فغادرها بعد أن ذم أهلها في قصائده, واستقر في حلب وألف كتابه الهداية الكبرى وقدمه هدية إلى سيف الدولة الحمداني وبقي في حلب حتى توفي 346هـ, ودفن شمالي حلب ولا يزال قبره حتى الآن معروفاً باسم قبر الشيخ يابراق, ويعتقد النصيريون أن الخصيبي هو الإمام العظيم الذي نفخ فيهم روحاً عالية رفعتهم من حضيض الأسر والهوان إلى الاستقلال والحاكمية. كما ورد في كتاب تاريخ العلويين ص 195 وفي صفحة 199, 200 يقول: لقد دأب الخصيبي ووكلاؤه في الدين إرشاد بعض أفراد من بقية الأديان إلى دينهم, وهؤلاء يبقون بصفتهم مسلمين شيعة أو جعفرية والذين يشاهد فيهم الكفاءة يدخلهم في الطريقة الجنبلانية التي استحال أفرادها في يومنا هذا إلى الشعب العلوي النصيري الذي أصبح يملك سجايا وميزات نبوية تقارب جميع الطوائف العربية والتركية من مسيحية ويهودية.
فقد كان للخصيبي وكلاء في العراق والشام وله تلاميذ من الملوك والأمراء من بني بويه وبني حمدان والفاطميين, لذا كانوا يسمونه شيخ الدين. مما تقدم يتضح أن الخصيبي كان يتظاهر بتشيعه لآل البيت ويكتم نصيريته حتى إذا وثق من أتباعه أدخلهم في الطريقة الجنبلانية ومن ثم ينقلهم إلى دين الطائفة النصيرية.
بعد وفاة الخصيبي نشأ للنصيريين مركزان أحدهما في بغداد يرأسه السيد علي الجسري ناظر جسور بغداد والذي انقرض بعد حملة هولاكو على بغداد, والثاني في حلب يرأسه محمد بن علي الجلي الذي استلم رئاسة الطائفة بعد أبي سعيد الميمون سرور بن قاسم الطبراني فنقل مركزه إلى اللاذقية عام 423هـ وبقي فيها حتى توفي عام 426هـ وله مقام في مسجد الشعراني باللاذقية معروف باسم قبر الشيخ محمد البطرني أو الطبراني. والجلي نسبة إلى جلية قرب أنطاكية حيث تضم زعيم الفرع الجيلاوي من النصيرية, حتى اليوم. حين انتقل أبو سعيد الميمون إلى اللاذقية كانت جبلة مركزاً للإسحاقية وهي فرقة باطنية غالية تنتسب إلى أبي يعقوب إسحاق النخعي الملقب بالأحمر لأنه كا يستر برصه بصبغة حمراء. ألف كتاباً أسماه الصراط وجعل موضوعه التوحيد أكثر فيه من الخلط والزيغ (كما في تاريخ بغداد وتاريخ العلويين والبداية والنهاية) والذي تولى الزعامة بعده الأعسر ثم اللقيني ثم الحقيني ثم إسماعيل بن خلاد –الملقب بأبي ذهبية لكثرة غناه- ولما نقل أبو ذهبية مركز إقامته إلى اللاذقية خاف منه أبو سعيد الميمون الطبراني, وتصادف قدوم جماعة من عشيرة الهلاليين مهاجرين بزعامة الأمير دياب بن غانم طلباً للكلاً, فنزلوا على ضفة نهر العاصي الغربية فاستعان بهم أبو سعيد الميمون الطبراني لقتل إسماعيل بن خلاد أبو ذهبية زعيم الإسحاقية. فقتلوه عام 245هـ وله قبر في اللاذقية يعرف بقبر الشيخ قرعوش وبقتله انحلت زعامة الإسحاقية وانفرد ابن ميمون بزعامة الطائفة وبعد وفاة أبي سعيد الميمون الطبراني تناوب على رئاسة الطائفة عدة مشايخ إلى أن جاء الأمير حسن المكزون السنجاري إلى اللاذقية بناء على طلب الشيخ محمد اليانياسي والشيخ علي الخياط اللذين شرحا له مضايقة الأكراد والأتراك لهم فزحف لجيش قوامه خمسة وعشرون ألفاً وعسكر قرب قلعة أبي قبيس على جبل الكليبة فتنبه الأكراد والأتراك لخطره فتجمعوا في مصياف وأغاروا عليهم فهزموهم فرجع إلى سنجار وبعد ثلاثين عاماً أغار على جبال النصيريين واتخذ قلعة أبي قبيس مقرّاً هدفياً له وقرية سيانو قرب جبلة يقرأ شفوياً ثم بدأ للتأليف في قواعد المذاهب حتى هلك عام 638هـ ودفن في كفر سوسة وصار قبره مزاراً للجاهلين.
وفي الأسماء الكبيرة التي تولت رئاسة العلويين أبو الحسن الطرسوسي الصغير المتبتل العابد الزاهد الصائم وأبو الحسن الطرسوسي الكبير.
كان أبو سعيد الميمون الذي ولد في طبرية أعظم رجل بعد الخصيبي ألف كتباً عديدة في المذهب وكان مشهوراً بالسباب على الشيخين وأتباعهما, ثم انفرط عقد الطائفة من بعده لعدم وجود من يحل محله في العلم والقيادة, وبقي للطائفة مجلسهم الطائفي الذي يخطط للوصول إلى الحكم, كما وأن لجوءهم إلى الجبال الحصينة في محافظة اللاذقية ليؤكد شعورهم بالعزلة الدينية أولاً بسبب احتقار المسلمين لهم في وقت يعتبرون فيه أنفسهم شعب الله المختار, كما يؤكد عزلتهم عن المجتمع الذي ناصبوه العداء فكانوا مع الغزاة ممن يكيدون له ولوطنه ولعقيدة شعبة

هناك تعليقان (2):

  1. برجاء التوثيق من المصادر والمراجع وذكر الجزء والصفحة حتى لا يقول شيعي أو نصيري بأننا نفتري عليهم فهمحقا كما ذكر في المقالة السابقة

    ردحذف
  2. بأي الاء ربكم تكذبان لعنكم الله

    ردحذف