الجمعة، 26 يوليو 2013

ذكريات فدائي خلف خطوط العدو

ذكريات فدائي خلف خطوط العدو
رواية فدائي فلسطيني كان الراحل احمد السعدي (ابو العبد) او " الدويخة" كما لقبناه فيما بعد من عداد اول مجموعة فدائية من (مخيم عين الحلوه) في حركة فتح منذ تأسيسها مع عطا الدحابره و جلال كعوش و محمد ابو العسل و محمد سلوم و اسماعيل الشريدي . و سبق لأحمد السعدي ان كان أحد ضابط المخابرات العربية الموحدة ايام الفريق علي علي عامر في لبنان و نطاق عمله داخل فلسطين المحتلة فهو يعرف المنطقة التي ولد فيها ، بأمرة العميد في المخابرات اللبنانية العربية قبل تأسيس فتح (فرنسوا جينادري) و قد اسر داخل الارض المحتله الى ان هرب من سجن عسقلان بعملية نوعية للمخابرات العربية الموحدة . فقال ابو العبد السعدي: كنت ارأس مجموعة (حلمي) و في 7 حزيران 1967 كنت و مجموعتي ( حلمي) مع مجموعة أخرى اسمها الحركي (جلال) يرلأسها الشهيد ابو علي المذبوح نتبع لحركة فتح في الجليل داخل فلسطين و تمركزنا في حرج من الزيتون و الأشجار الأخرى يشكل مثلثا بين قريتي طرعان و كفرمنده و مدينة الناصرة و مجموعة جلال على أطراف اراضي قرية يركا ، و لم يكن في سهل الحولة و محيط بحيرة طبرية اي تجمع عسكري اسرائيلي قتالي بل دوريات قليلة جداً عادية و الأمور الحياتية تسير بشكل عادي ، و كنا قد لغمنا عدداً من الطرق و العبارات و الممرات لتأخير الاليات الاسرائيلية فكل لغم يعطل المرور 8 ساعات تقريباً و البعض يقلل من أهمية زراعة لغم و حسب الخطة الموضوعة في تلك المنطقة المعروفة لغرفة العمليات بحركة فتح باسم كودي ( حبة الزيتون) التي توصل الى الجولان السوري عبر طرقات رئيسية و ترابية . 11 حزيران صباحاً و الانسحاب في الخامسة صباحا بدأنا نسمع النداء التالي و استمر النداء الأمر لساعات من الاذاعة ( الى مجموعتي جلال و حلمي عودا الى قواعدكما) و استفسرت من غرفة العمليات بالنداء التالي (من حبة الزيتون الى القمح : هل تقصد الغروب ) اي هل تأمرنا بالانسحاب ؟ و جاء الجواب : ( من القمح الى حبة الزيتون لا حصاد اليوم ) اي الانسحاب عبر طرق كان قد حددها العميد جينادري نتيجة الاستطلاع لعناصر المخابرات العربية . في تلك الساعات اعلنت سوريا بلسان حافظ الاسد سقوط الجولان ( البلاغ 66) و لم يكن اي جندي اسرائيلي في الجولان بعد . حتى أننا لم نشاهد اي قافلة عسكرية من اي نوع في سهل الحولة من 5 الى 10 حزيران ، فيما أكد ذلك كافة عناصر فتح للاستطلاع العسكري في المنطقة فكيف سقط الجولان . ؟ العميد جينادري حزين و ساخط انسحبنا باتجاه بنت جبيل و هناك في منطقة البركة كان في استقبالنا عناصر من الجيش اللبناني و ضباط مخابرات و ضابط الاتصال الرائد محمود عاشور . فتم نقلنا الى ثكنة صيدا حيث كان العميد جينادري حزيناً ساخطاً فرتب على كتفي و قال لي : ( قبضوا الثمن و سلموا الجولان دون حرب .) ملاحظة من المحرر: هذه القضايا و الشهادات و غيرها دونت في كتاب عنوانه( رجال من بلادي 540 صفحه من القطع الكبير ) و فيه شهادات من العميد جينادري و العميد حمدان و غيرهما و بالوثائق عن (مؤسسة الدراسات الفلسطينية في بيروت) لمؤلفه محمد السبع الذي اهداني نسخة منه . و هذه القضية و غيرها رواها لي ابو العبد في منزله في مخيم عين الحلوه بحضور عدد من افراد المجموعه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق